لم يكن الأمير نايف بن عبدالعزيز وهو يتفقد حي المحيا بالرياض بعيدا عما يدور في ذهن المواطن السعودي عندما قال سيظل هذا الوطن آمنا مهما حاول البعض زعزعة امنه واستقراره واذا كنا نتحدث عن التفجير الاخير في الرياض فان هناك تفجيراً آخر ومؤلماً تم في اطهر بقعة في العالم هي مكةالمكرمة والسؤال: من وراء هذه الجرائم التي لا تمت الى الاسلام بصلة.. ومن هم اولئك الذين يقومون بمثل هذه الجرائم البشعة؟ وكما قال الأمير نايف اذا كانوا مواطنين فان الوطن منهم بريء واذا كانوا حريصين على الدين فان الاسلام منهم برئ فكيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بقتل اناس ابرياء لا ذنب لهم؟ لقد استوقفت المشاهد العربي والعالمي تلك الدموع التي انهملت من اولئك الاطفال الابرياء والامهات والعجائز الذين كانوا ضحية انفجار الرياض. ان الوطن وامنه مسؤولية كل مواطن على هذه الارض وكل مقيم فالامن كما كان هاجس القيادة منذ زمن فانه سيبقى كذلك ولا يخامر أي انسان ادنى شك بأن تفجير الرياض الاخير كسابقه من التفجيرات والممارسات الارهابية ايا كان نوعها وشكلها والطريقة التي تمت به هو نتيجة واضحة من نتائج فكر منحرف لفئة ضالة ابت الا تنفيذ اوامر رموز ارهابية قابعة في جحورها وتعطي ما تعطيه عن بعد للتنفيس عن احقادها الدفينة ضد الاسلام والمسلمين وضد امن هذه الدولة وسلامتها ورخاء مواطنيها والمقيمين على ارضها الطاهرة فما حدث في الرياض جريمة نكراء جديدة تضاف الى الجرائم الارهابية التي يقع ضحيتها الاطفال والنساء الابرياء دون ذنب جنوه الا ان حظهم العثر اوقعهم بين براثن اولئك الجناة الذي لا يعيرون وزنا ولا قيمة للتعاليم الاسلامية وللاعراف وللقيم الانسانية المتعارف عليها. لقد ادان العالم بأسره ما حدث في الرياض بوصفه عملا شاذا خارجا عن القانون وعن تقاليدنا العربية الاصيلة المرتبطة جذريا بتعاليم الاسلام ولا يمكن تفسيره ولا تفسير غيره من الاعمال الارهابية الاجرامية الا انه نتاج لافكار متطرفة ومنحرفة خارجة عن جادة الصواب والعقل وتائهة في ميادين الضلال والافك والشذوذ وهي مدانة من كل عاقل على وجه الارض يرى في تلك الافاعيل الطائشة نهجا تخريبيا للفساد والافساد في الارض وترويع الآمنين وقتل النفوس البريئة التي حرم الله قتلها الا بالحق وتزداد الصورة بشاعة حينما ترتكب في احب الشهور عند رب العزة والجلال واقدسها شهر رمضان التي تصفد فيه الشياطين وتفتح فيه السماوات لتقبل الدعوات المرفوعة من المسلمين الى بارئهم ولاشك انهم سيرفعون اياديهم متضرعين في ايام هذا الشهر الفضيل ان ينتقم المولى جلت قدرته من تلك الرموز الفاسدة ويجعل كيدهم في نحورهم ويخلص البشرية في أي مكان من احقادهم وجرائمهم وشرورهم.