بكل حسرة وألم تناقلت الأخبار جراح بلادنا الغالية من أشخاص عقوا أوطانهم وطعنوا أمتهم من ظهرها غدرا وخيانة. فأدموها ولكنهم لم ينالوا منها بإذن الله تعالى، فهي شامخة كبيرة في عيون أبنائها وفي عيون كل المسلمين أينما كانوا، يكنون لها كل الحب والوفاء ويفدونها بأرواحهم إذا لزم الأمر وليس بالروح فقط يفدى الوطن بل ايضا بالمال والولد وبكل نفيس مدخر. بكل حسرة تعتصر القلوب تلك الاخبار التي تتناقلها وسائل الاعلام المختلفة أنباء التفجيرات او المطاردات والمداهمات، فهذا الأمر غريب على مجتمعنا المسلم المسالم الطيب، ومنذ بداية العهد السعودي وتوحيد المملكة على يد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله لم نسمع مثل تلك الأنباء ولم يسبق أن دبت الفوضى أو انتشر قانون الغاب الذي تحاول تلك الفئة الضالة فرضه لا قدر الله. هؤلاء الجهلة الذين أطاعوا الشيطان فقتلوا اخوانهم وطعنوا أمتهم من الخلف وغدروا بأهلهم وذويهم هم من ينطبق عليهم قول الشاعر: ونجهل فوق جهل الجاهلين. نعم فهم يتفاخرون بجهلهم ويدعون اليه بعيدا عن تحكيم العقل والضمير، فهؤلاء يحاربون الاسلام منفذين الخطط التي رسمها أعداء الاسلام وهم بذلك يوالون أعداء الله ناسين ومتناسين حقوق الدين والوطن عليهم، متناسين أن الله سبحانه وتعالى يخذل كل من يريد الاسلام بسوء وأنه سبحانه وتعالى ضمن استمراره ليوم القيامة ووعد بحفظه، فهو بقدرته وعلمه واطلاعه يعلم المحسن من المسيء. ولا أعلم هل ما يحدث هو عبارة عن مرض نفسي أو قصور في الوعي والجهد، وعدم نبذ قوانين الجاهلية البالية والتحول عنها الى قوانين الحضارة والمدنية والرقي التي يحثنا عليها ديننا الحنيف والتي من أبسطها نشر السلام واستتباب الأمن ونشر العلم والعمل على ايجاد مجتمع مسلم صالح يحمل الرسالة للأجيال القادمة. ألا يعلم أولئك ان الاسلام قام على أركان خمسة وأن الدولة تقوم على اركان ثابتة عامودها الدين وأطنابه الشعب وأوتاده الحكام يقول الأفوه الأودى.==1== والبيت لا يبتنى إلا له عمد==0== ==0==ولا عماد إذا لم ترس أوتاد فإن تجمع أوتاد وأعمدة==0== ==0==وساكن.. بلغوا الأمر الذي كادوا==2== ألم يعلم أولئك الضالون ان أبناء الجزيرة العربية هم أصل العرب وأساسه، والعرب هم من اشتهر بالفراسة وفصاحة اللسان وحسن الاستبصار، ويستدلون علي نبوغ الرجل وحذقه وعلو شأنه بأمور منها منطقة وحديثه، ورسالته أو مبعوثه، وهديته، فهي معطيات يقومون بها المرء رجلا أو أنثى وطول باعه في قومه، ومن لم يبلغ مرحلة الرضا في التقويم الاجتماعي قد يدرج في سلم ذوي العي وهو افتقار الانسان لمنزلة مرتفعة ليصل الى مرحلة القبول والتقبل من الآخرين في أقواله وأفعاله وان لم يصل الى درجة الكمال فيهما. فما بالهم يحاولون استدراجنا بارسال رسائلهم الممقوتة ويدعون حب البلاد، فكيف يكون ذلك؟ إن من يحب لا يسيء لمحبوبه بل يخطب وده ويراعي مكامن غضبه، وهم برسائلهم المردودة الهيم بإذن الله استشاطوا عضبا وأدموا جراحنا فقتلوا الاطفال واستباحوا حرمة شهر رمضان المبارك وكذلك حرمة البيت العتيق، فهل بعد كل هذا يكون هناك حب؟ كم أتمنى أن يعيد أولئك حساباتهم ويتراجعوا عن غيهم ويتدارسوا الأمر جيدا ليتضح لهم أنهم كانوا ولا يزالون يحاولون المساس بأمتهم التي حنت عليهم بعطفها وحضنتهم عندما كانوا كفراخ الطير الى أن اشتد عودهم فلا يستحق وطني العزيز ان يكافأ بجزاء سنمار أو أن يلاقي كما لاقى مجير أم عامر، فعار وخزي عليهم ما يفعلون ولن يجدوا من بيننا من يؤيدهم أو من ينصرهم، ولكن كلنا جميعا هنا من أبناء المملكة نلتف حول قادتنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، ونفديهم بأرواحنا وأولادنا وأموالنا ولن نرضى غيرهم ماداموا قد أقاموا شرع الله وحكموه بيننا وجعلوا منه دستورا لدولتنا أيدها الله وحماها ونصرها. أقول لهؤلاء ألم تقرأوا قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) آل عمران 103، فهذه دعوة مني ومن كل مواطن شريف على ارض هذا الوطن المبارك للمغرر بهم: ان تسلموا أنفسكم وتبلغوا عمن غرر بكم وتعودوا الى حضن امتكم لننعم جميعا بنعمة الأمن والأمان والسلام. فاصلة: يقول تعالى: (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما). النساء 146