أكد الامين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) الفارو سيلفيا كالدرون ان المنظمة حريصة على الاستمرار فى العمل بروح الجماعة وتمثيل ارادة شعوب بلدانها الأعضاء، خاصة أن هناك تحديات جديدة ستواجهها خلال السنوات المقبلة نتيجة الزيادة المتوقعة فى الانتاج العالمى من البترول من قبل الدول المنتجة غير الأعضاء فى المنظمة، مما سيؤدى الى خسارة دول الاوبك جزءا من حصتها التقليدية فى أسواق البترول العالمية. واشارت المنظمة الى أن كالدرون ابلغ حلقة دراسية عن سياسات المنظمة البترولية بأن المنظمة سوف تظل تلتزم بثوابتها على الرغم من تلك التطورات والتحديات وقال ان ابرز تلك الثوابت التعاون والتنسيق مع باقى الدول المنتجة والدول المستهلكة من اجل الدفاع عن المصالح المشتركة وتحقيق امن الطاقة من خلال تدفق الامدادات وتحقيق اسعار عادلة ومعقولة. وأوضح كالدرون وهو فنزويلى ان عودة العراق الى الانتاج من جديد تشكل عاملا اضافيا للعوامل التقليدية المؤثرة على الاسعار الى جانب عاملى العرض والطلب والطقس وواقع الخزين الاستراتيجى والاحداث الطارئة مثل الاضرابات والحرائق وأخيرا عامل المضاربة . وقال كالدرون ان الاوبك لا تزال تعمل بآلية ضبط الاسعار التى تعتبر النطاق السعرى 22 / 28 دولارا للبرميل الواحد مقبولا لكلا الطرفين المنتج والمستهلك. تقديرات امريكية ومن جانبها قالت ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان انتاج منظمة اوبك من النفط الخام ماعدا العراق يزيد نحو 905 الاف برميل يوميا عن السقف الجديد المنخفض للمنظمة الذي بدأ العمل به من اول نوفمبر. وقدرت الادارة انتاج نفط اوبك الحالي بنحو 405ر25 مليون برميل يوميا. ومع ان هذا الرقم اقل من متوسط اكتوبر البالغ 505ر25 مليون ب-ي فان الانتاج مازال يزيد على سقف الحصص الرسمي الجديد للمنظمة البالغ 5ر24 مليون ب-ي. ولاحظت الادارة ان العراق الذي لا يخضع لنظام الحصص المعمول به في منظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك مع انه من الاعضاء المؤسسين للمنظمة زاد انتاجه الى 85ر1 مليون ب-ي من 7ر1 مليون ب-ي في اكتوبر . ويعتزم العراق العودة الى مستويات انتاجه قبل الحرب والبالغة نحو مليوني ب-ي بحلول ابريل المقبل. وقالت الادارة وهي الذراع التحليلية لوزارة الطاقة الامريكية انها تفترض ان اعضاء اوبك الاخرين سيقللون انتاجهم لمواجهة زيادات انتاج العراق لابقاء مجمل انتاج اوبك مستقرا. وقالت الادارة هذه التخفيضات قد تعود بانتاج الاعضاء العشرة لاوبك الى نفس المستوى تقريبا الذي بلغه في المتوسط خلال عام 2002 وهو العام الذي اظهرت فيه انها مستعدة للدفاع عن نطاقها المستهدف لاسعار نفطها. واضافت الادارة انها تتوقع ان تتمكن اوبك من تأجيل توقيت وحجم اي تخفيضات انتاجية العام المقبل اذا ظلت مشكلات امنية تعوق انتاج النفط العراقي وتصديره. . المخزون يحدد الأسعار ويتفق خبراء صناعة النفط ان مستوى المخزون سيحدد اتجاه اسعار النفط هذا الشتاء. ولكن المشكلة انهم منقسمون حول ما اذا كان المستوردون يتوقعون وفرة ام نقصا. و يتوقع فريق ان يزيد المخزون بعودة الانتاج العراقي وتحسن الامدادات من فنزويلا ونيجيريا وبالتالي تتأثر الاسعار سلبيا. وقالت سارة ايمرسون من مؤسسة تحليل امن الطاقة "السبب في هذا الانقسام ان الشتاء اصبح على الابواب". واستند قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بخفض الانتاج بنسبة 5,3% ابتداء من اول نوفمبر الى مخاوف من ان يؤدي ارتفاع الانتاج العراقي بعد الحرب الى نمو المخزون العالمي بنحو 600 الف برميل يوميا في الربع الاخير وهي فترة يقل فيها المخزون عادة. وبتأهب روسيا لقيادة زيادة الانتاج في الدول خارج اوبك تخشى المنظمة من تهاوي الأسعار سريعا إذا بدأ المخزون في الزيادة. ويقول بعض المحللين ان المخزونات تنمو سريعا قبل بدء سريان قرار أوبك بخفض الإنتاج الشهر المقبل مما قد يدفع المنظمة لخفض الإمدادات مرة أخرى في اجتماعها المقرر عقده في الرابع من ديسمبر. قال مايك باري من المؤسسة الاستشارية لأسواق النفط في لندن "سيستغرق قرار اوبك في التأثير على السوق بعض الوقت في الوقت الذي تنمو فيه تدريجيا صادرات الخام العراقي". وارتفع مخزون النفط في سوق الولاياتالمتحدة العملاق أكثر من 4% منذ بداية سبتمبر ليتجاوز مستوى العام الماضي مقتربا من 300 مليون برميل. وقال باري الذي يتوقع زيادة المخزون العالمي بمقدار 400 الف برميل يوميا في الربع الاخير انه "قد يستمر نمو المخزونات في نوفمبر مما يثير قلقا في السوق". وعلى النقيض يتوقع بول هورسنيل رئيس ابحاث الطاقة في باركليز كابيتال في لندن ان خفض اوبك للامدادات سيضعف قوة الواردات التي زادت من المخزون في الولاياتالمتحدة مؤخرا.