احب قراءة تاريخ أمتنا لاسيما العباقرة فيها, علي استفيد منها وافاخر بها الامم لاسيما الاداريين من بني حرفتي. وقبل ايام وقفت على اسلوب اداري بديع امتاز به الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألا وهو: تغييره لأمراء الجيوش والأقاليم كل فترة, وهو اسلوب اداري هام يبعث ويحث على التجديد والتطوير في ادارة الولايات والاقاليم وهو ما تنادي به المدرسة الادارية الغربية الحديثة, وتعتبره من اهم وسائل التطوير الاداري وتسريع الانتاج بكل أشكاله. وفي ذلك يقول جيسون جيننغز: (تظهر لدى الكثير من الشركات نزعة لا يمكن وصفها إلا بقصر النظر تتمثل في تعيين اشخاص في مناصب معينة وابقائهم فيها ماداموا يحسنون عملهم) واضاف: (لكن اهم فائدة يمكن الحصول عليها من التبديل المتكرر للمسئوليات والمهام هي ان العملية نفسها تجعل الفرد متنبها ويقظا خشية ان يؤخذ على حين غرة فيسعى دائما لفعل ما يستطيع وليقدم اكثر مما ينتظر منه). وفي دراسة اخرى للدكتور ريتشارد غيست بجامعة هارفارد تؤكد الدراسة أن افضل انتاج للمدير الجديد يكون في السنة الاولى. ثم بعد الاستزادة من المراجع المتعددة في نفس الموضوع, نظرت الى واقع الشركات والمؤسسات العربية الكبرى, فاذا معظم مناصب الشركة الادارية العليا هي لمالك الشركة وعائلته بالولاء والنسب!! فاندهشت كيف تبحث هذه الشركات عن الربحية والتطوير وهي محنطة عقليا واداريا؟ ولاعجب اننا نطالب شبابنا بالجد والاجتهاد في تطوير المنشأة التي يعملون بها.. ونحن نعلم انهم يعلمون ان المناصب العليا محرمة عليهم الف سنة وان مجرد التفكير في ذلك يعتبر من الموبقات المهلكات وآخر عجيبة اننا نطالب العقول العربية والمسلمة المهاجرة شرقا وغربا الى عالمنا.. عالم ذوي الارحام, وان يتركوا التحفيز وتقدير المواهب والبقاء للأجود لا للأكذب!! وفي النهاية وعلى الرغم من تفائلنا وفرحنا بتوجيه سوقنا نحو الشركات العالمية المشتركة والخصخصة, يتعاظم خوفنا عندما نجد ان عدوى (الديمومة) في الوظيفة والمحسوبية مازالت بيننا ذلك ان لم تزد.