ترى الدكتورة نوال بخاري أن لدينا خللاً في القيادات الإدارية عموماً، مطالبة في الوقت ذاته بإعادة النظر في اختيار تلك القيادات، لاسيما وأن اختيار القائد بالتدرج الإداري والشهادات العلمية يحتمل الخطأ في كثير من الأحيان. وقالت ل «الحياة»: «حبي لمجال القيادة في الإدارة دفعني للتخصص فيه، وهذا جعلني أتعمق في هذا المجال من خلال الدراسة، إذ حصلت على درجة الزمالة فيه من مركز «كامبردج» للتدريب ودرجة أخرى للزمالة من كلية «وليدنبرج» الأميركية، إضافة إلى درجة الدكتوراة التي أحملها من الجامعة الأميركية في لندن». وأضافت: «إن التدرج في أعمال إدارية عدة بدأ من أول منصب حصلت عليه كمسؤولة في القسم النسوي التابع لإدارة الأحوال المدنية في المدينةالمنورة، وتدرجي في ما بعد في عدد من الوظائف الإدارية التعليمية منحني قوة ووجوداً في العمل الإداري والعمل على تطويريه، لاسيما في ما يتعلق بصنع القائد وكيفية اختياره». وحددت بخاري صفات القائد الإداري بالمرونة في التعامل والذكاء والقدرة على العطاء والتعاون مع الآخرين وإتقان فن التعامل مع الآخر، وقالت: «القائد يكون بالفطرة والمفروض استكشاف القادة وصقل مواهبهم بدءاً من المراحل التعليمية في مجال القيادة، لأن وجود القائد سيرفع من كفاءة الإدارة التي يقودها». ونوهت بأن عملية التدوير في الإدارات مطلب، إذ لابد أن تتعدى فترة القائد أكثر من خمس سنوات، خصوصاً وأن التدوير ينمي كفاءة الإدارة ويعطي نتائج إيجابية، وقالت: «هنالك أمثلة في عمليات التدوير في الجامعات السعودية وهذه استراتيجية منحت قيمة مضافة لإدارات الجامعات وتعد من التجارب الإيجابية في مجال الإدارة والقيادة». وانتقدت بخاري الأساليب النمطية والتقليدية التي يتم اختيار القائد على أساسها في السعودية، وزادت: «لدينا خلل في اختيار القيادات وهذا يتطلب إعادة النظر فيه وهذا الخلل موجود في القطاعات كافة، خصوصاً وأن الاختيار للوظائف الإدارية يتم من خلال النظر إلى الشهادات العلمية والتدرج وسنوات الخبرة، إذ من المفترض أن تؤخذ في الحسبان أمور أخرى لابد من توافرها في القائد حتى ينجح في منصبه». واستطردت بالقول: «للأسف الشديد إن الأساليب التقليدية في اختيار القائد ينجم عنها عدد من السلبيات في الإدارة، منها عدم فعالية المدير وتجاوبه مع موظفيه ونفورهم منه لعدم قدرته على احتوائهم وتفهم شخصياتهم والتعامل معهم بأسلوب القائد الحقيقي». ولفتت إلى أن السعودية في البداية في مجال صناعة قيادات المستقبل والذي يتطلب البدء من مرحلة الصفر، من حيث إعادة هيكلة الإدارات الموجودة وتغيير أساليب اختيار القائد الإداري بها، بحيث يتم اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب بعيداً عن المجاملات أو الأساليب التقليدية. وحول المرأة السعودية ترى بخاري أن المرأة السعودية أصبحت أكثر وعياً وانفتاحاً وثقافة وبدأت تأخذ مسارها الصحيح كعضو فعال في المجتمع تعمل للبناء يداً بيد مع الرجل.