الأمريكيون الذين طفحت جيوبهم بالنقد بدأوا يضعون عروش العظمة في حصونهم , لقد أخذ الحمام المنزلي , الذي ظل على مدى عقود مجرد مقصورة عملية متقشفة الى معارض للأبهة والفخامة مع ازدياد المنازل في البلاد التي يضع فيها البناءون المعادن الثمينة والرخام والتمديدات ذات التقنية العالية. المستهلكون يطلبون حمامات أكبر حجما وأغلى ثمنا بعضها مزينة بالثريات والاعمدة على غرار ما يشاهدونه في الفنادق الغالية والمنتجعات والمجلات وعلى الانترنت والبرامج التلفزيونية الدعائية للمنازل , ومما يشجع هذه الموضة الجديدة الاقساط المتدنية وبناء المنازل الاكثر حجما ورفاهة وتفضيل الناس للاستثمار في المنازل بدلا من بورصة الاسهم. ومن أبرز الملاكين الجدد جانيس غيليام التي تقدر أنها وزوجها أنفقا أكثر من 50,000 دولار في العام 2001 , وتقول غيليام أنها لم تتوقع أن تصل تكاليف الحمام الى هذا المستوى. هناك ثريا من الكريستال ومعدن ونافذة سطحية أخرى جدارية واسعة لاضاءة الحمام الرئيسي البالغ مساحته 4 أمتار في خمسة امتار , والارضية الرخامية البيضاء تدفئ اصابع الاقدام وجو الغرفة بواسطة أنابيب للماء الساخن الممدودة تحت ارضية الرخام اما المغطس فهو مغلف بالغرانيت الاخضر المصقول المنقط باللونين الذهبي والاسود , مثل المغسلتين الخاصتين , لها وله , ولكل منهما مرآة بطول الجدار ومؤطرة بخشب الكرز. وتقول غيليام: (كنا نقول لأنفسنا أننا لا نصدق أننا نعيش في مكان كهذا) مثل هذه التسهيلات الفخمة تظهر أيضا في منازل قيمتها جزء من قيمة منزل غيليام , مما يعدم المداخيل في سوق الحمامات في الولاياتالمتحدة التي وصل حجمها الى مليارات الدولارات. ويقول السمكريون وشركات البناء أن تكاليف الحمامات قد ترتفع بسهولة الى ثلاثة أضعاف بسبب الزوائد والرفاهية , ولكن هذه النفقات تستعاد عند اعادة بيع المنزل. ويقول جيمس لوكاس الخبير في شركة جاني مونتغمري سكوت والذي يشير الى ان 40 في المائة من المنازل في الوريات المتحدة عمرها أكثر من 40 سنة إن إعادة الهندسة والترميم هي الدافع الأكبر لسوق الحمامات. الا أن البناء الجديد يلعب دورا أيضا فأكثر من 50 في المائة من المنازل الجديدة فيها ما معدله 2,5 حمام أو اكثر بالمقارنة مع 25 في المائة قبل 20 سنة , حسب شركة امريكان ستاندر , أكبر شركات صنع تجهيزات الحمامات والمطابخ في العالم. وتقول ديانا سكريج مهندسة التصميم الداخلي في شركة كوهلر في ويسكانسن . ان تكاثر الاسر التي يعمل فيها الزوج او الزوجة يعني أن الاثنين يستعدان للذهاب الى العمل في نفس الوقت , مما يستوجب غالبا وجود حمام رئيسي في المنزل مزود بمنتفعات معزولة لكل من داخل الحمام نفسه ومغطسين , بل وجهازين لإعداد القهوة , لكن مايكل أولشر يعيش لوحده في منزل مؤلف من خمس غرف نوم و5 حمامات في المنزل الذي كلفه 1,6 مليون دولار في ديراي بيتش بفلوريدا أولشر الذي كان استاذ الاعمال ومدير احدى شركات الصلب يعمل الان في بناء المنازل وقد صمم حمامه الرئيسي بنفسه وزوده بما قد يلزم لزوجة المستقبل. وتتراوح الاسعار من الحمامات المتعدلة الى تلك المذهبة , من عشرة الاف الى 25 الف دولار في شمال نيوجرسي , بالمقارنة بما متوسطه 4,500 دولار قبل عشر سنوات. ويقول أنثوني كيكون , الذي يملك شركة تاسا للانشاءات في سادلر ريفر والمتخصصة بناء منازل تتراوح اسعارها بين مليونين واربعة ملايين دولار ان الناس اصبحوا اكثر اهتماما بالتمديدات واشغال السمكرة في حماماتهم ,كيكون يبني الان منزلا مؤلفا من ثماني غرف نوم ويضم 12 حماما. ويضيف كيكون أن المنزل الكبير قبل 20 سنة كانت مساحته تصل الى حوالي 3,200 قدم مربع أما اليوم فإن الناس يبنون منازل مساحتها بين ستة الاف وعشرة الاف قدم مربع. هذا التوجه تلاحظه شركة تول براذر في هانتيغتون فالي ببنسلفانيا التي تبني منازل في 22 ولاية تتراوح أسعارها بين 200 الف و 1,5 مليون دولار.