لم تعد المفاهيم السابقة للارهاب ذات جدوى في عصرنا هذا، اذ اختلفت وجوه الارهاب وتعددت ولم يحدث من قبل ان تحقق كل هذا الاختلاف لمأزق حقيقي يجتاح العالم كما حدث لهذا المفهوم. تنظر الدول الى الارهاب حسب موقفها منه وعلاقتها به، وبالتالي بدا لنا اكثر من وجه، الارهاب عند امريكا - مثلا - له وجوه عديدة فهو ليس ارهابا في نظرها بل حرية وبحث عن اسلحة الدمار الشامل وقضاء على الاستبداد وامن الولاياتالمتحدةالامريكية، بينما ينظر له الاخرون على انه ارهاب حقيقي يراد منه ضمان امن اسرائيل والتواجد في الشرق الاوسط والبترول العراقي .. الخ في الاراضي الفلسطينية المحتلة تواجه النساء الفلسطينيات عبث آلة الحرب الاسرائيلية التي لم تتوقف عن الاغارة عليهن وعلى بيوتهن وتشريد الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني. وهو ارهاب حقيقي لا يختلف عليه اثنان ، بينما يرى الاسرائيليون الأمر بصورة مغايرة تماما، وبالتالي لا غرو ان نسمع تصريحات المسؤولين الاسرائيليين بأنهم في ممارساتهم (الارهابية) يقفون مع الولاياتالمتحدةالامريكية في خندق واحد في مواجهة الارهاب وان ما يقومون به ضد ابناء الشعب الفلسطيني هو حرب ضد الارهاب، في حين ان الارهاب الحقيقي هو ما يقومون به من قتل واغتيالات واعتقالات وتشريد وهدم للبيوت والأسر الآمنة. وللارهاب وجه آخر يتجلى في الأحداث والتفجيرات التي نراها من حين لاخر هنا وهناك، غير ان هذا الوجه للارهاب حتما سيختفي مادام هناك تعاون بين الجميع واتفاق على الاهداف التي يسعى اليها اولئك المغرر بهم. من الوجوه الاخرى للارهاب حالة التسطيح والجهل التي تسيطر على الخطاب الاعلامي الغربي ضد المسلمين، وهي اكثر وضوحا في الحديث الأمريكي المسموع والمقروء والمرئي.. وكما يروي احد الكتاب العرب انه سمع مذيعة في احدى البرامج الكلامية (Talkshow) تتحدث عن المسلمين وتنهي كلامها مؤكدة أن حال المسلمين لن ينصلح الا اذا غيروا دينهم واتبعوا تعاليم المسيحية. هذا الوجه من الارهاب يمثل خطورة حقيقية على المسلمين ، خاصة انه يأتي عبر وسائل اعلامية رائجة، وهو يمثل احد وجوه الحرب والارهاب ضد المسلمين. وهناك اشكال عديدة للارهاب الحقيقي واكثر منها للارهاب المزيف،والارهاب الحقيقي الذي يمارس ضد المسلمين في اماكن كثيرة من العالم معروف الا ان ضعف الاعلام العربي خاصة في الغرب يحول دون توصيله للعالم بينما ينجح الآخرون رغم زيفهم في ان يصلوا للعالم.