أعلن وزير المالية الفلسطيني، سلام فياض والذي أشادت به الولاياتالمتحدة لإجرائه إصلاحات هيكلية داخل مؤسسات السلطة الفلسطينية أنه سيقاطع الحكومة المؤقتة التي شكلت قبل يومين. وقال فياض لوسائل الإعلام أمس إنه سيبقى في منزله إلى أن يشكل رئيس الوزراء المكلف، أحمد قريع (أبو علاء)، حكومة فلسطينية دائمة. وأضاف أنه يعتبر أن الحكومة المؤقتة ليس لها وضع قانوني.. معتبرا هناك قانونًا ولابد من احترامه، وأن المسألة مسألة مبدأ. وقال في إشارة إلى حكومة الطوارئ، التي انتهت فترتها يوم الثلاثاء الماضي، إن ولاية هذه الحكومة انتهت، وكذلك ولايته، لذلك سينتظر إلى حين تشكيل الحكومة الدائمة.وصرح وزير المالية الفلسطيني، وهو مسؤول سابق في صندوق النقد الدولي، بأنه أبلغ العاملين معه في وزارة المالية بمواصلة العمل إلى حين عودته. ونال فياض الذي عينه عرفات، في العام الماضي، استحسانًا دوليًا للجهود التي يبذلها لإصلاح الأحوال المالية للسلطة الفلسطينية، التي تعاني من التبذير والفساد. ووصف الرئيس الأمريكي، جورج بوش، فياض بأنه إصلاحي حقيقي. وتتوقع مصادر فلسطينية عليمة إعلان تشكيل حكومة دائمة خلال أيام، بمجرد أن يسوي قريع ورئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، النزاع القائم بينهما، حول تعيين الوزراء والسلطات الأمنية. إخفاق فلسطيني في هذه الأثناء فشلت اللجنة المركزية لحركة فتح في تجاوز العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة وتجاوز الخلاف بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الحكومة أحمد قريع. وحال الخلاف على حقيبة الداخلية التي يريد قريع منحها لنصر يوسف دون تمكين رئيس الوزراء من تشكيل وزارته الجديدة. وقال عضو المجلس التشريعي الوزير السابق نبيل عمرو إن الأزمة الحالية هي أزمة السيطرة على الأجهزة الأمنية.. فيما قال الوزير الفلسطيني السابق غسان الخطيب: إن جوهر هذا الخلاف يتركز في أن كثيرا من الناس بمن فيهم الرئيس يتشككون إزاء السياسات الأميركية والإسرائيلية المعلنة بشأن تغيير داخل النظام السياسي الفلسطيني بحيث يتم تهميش الرئيس ونقل السلطات الأمنية والمالية إلى أشخاص غيره. وكان عرفات قد طلب من قريع اعتبار حكومة الطوارئ التي انتهت فترتها القانونية مساء الثلاثاء حكومة تصريف أعمال إلى حين تشكيل أخرى جديدة. ميدانيا، استشهدت امرأة فلسطينية فجر أمس عندما اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدعومة بعشرات الدبابات والآليات العسكرية وبرفقة مروحية البلدة القديمة في نابلس شمال الضفة الغربية. وقال شهود عيان في المدينة إن امتياز أبو راس (38 عاما) أصيبت برصاصة مباشرة في الرقبة داخل منزلها عندما فتحت قوات الاحتلال النار عشوائيا، مشيرا إلى أن طاقم الإسعاف لم يتمكن من الوصول إلى منزلها إلا بعد 40 دقيقة.وشن جنود الاحتلال حملة اعتقال في صفوف الفلسطينيين وعمليات دهم للبيوت.. تخللها تخريب للطرق والأرصفة في المدينة التي أعيد بناؤها بسبب اقتحام الدبابات، كما فجر الجنود أحد المباني في محيط مركز المدينة.. فيما قالت مصادر فلسطينية إن تبادلا لإطلاق النار اندلع بين أفراد من المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال أثناء عملية الاقتحام. إجراءات إسرائيلية ويأتي التصعيد الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية رغم ما أعلنه مسؤولون أمنيون إسرائيليون أمس الأول من أن قوات الاحتلال تعتزم تخفيف حصارها لمدن الضفة الغربية لكن دون إزالة نقاط التفتيش والحواجز على الطرق.وشدد بيان لجيش الاحتلال على أن القوات ستواصل الإغارة على المناطق الفلسطينية إذا دعت الضرورة للقضاء على النشطاء حسب قوله. ولم يعلن أي جدول زمني لهذه الخطوات. وقال السكان الفلسطينيون إنه لم يحدث أي تخفيف للقيود التي تحبسهم فعليا في مدنهم وتشل اقتصادهم. وبرر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع بأن الهدف من هذه الخطوات مساعدة قريع على توطيد مركزه في مواجهة عرفات والمتشددين وإرضاء الأميركيين الذين ينتقدون المواقع الاستيطانية أشد الانتقاد. وفي تل أبيب كشف النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي أن جيش الاحتلال أصدر تعليمات لجنوده بإطلاق النار لقتل أي فلسطيني يشاهد وهو يستعمل المنظار لمشاهدة المواقع الإسرائيلية. وقد بعث الطيبي رسالة شديدة اللهجة إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية طالب فيها بإلغاء هذه التعليمات بوصفها مخالفة للقانون الدولي.