عزيزي رئيس التحرير دائما تطالعنا الصحف والمجلات والكتابات والمقالات, بل كثيرا ما نسمع في الندوات الادبية والمنتديات الفكرية دعوة كثير من المفكرين والادباء الى اكتشاف المواهب ودعوتها الى حضور مثل هذه الجلسات حتى تصقل المواهب وتتشبع بخبرة الآخرين, وحتى تتطور الاساليب وتجدد الافكار والصيغ والتراكيب, وهذا شيء حسن وعلينا جميعا ان ندعمه, ولكن ماذا يحصل لو سمعنا بدعوة الى اكتشاف مفكرين كبار لهم باع طويل في مجال الادب والشعر لكي يظهروا لنا اعمالهم, قد يكون الامر غريبا بل قد لا يتصور, ولكنه حاصل وموجود, فكم لدينا من شاعر واديب اخفى ابداعاته واعماله عن الانظار, وجعلها حبيسة الادراج, لم ينفع بها الغير, كثير ممن يحضرون الجلسات الادبية والفكرية, قد يجهلون جهود ذلك المتستر عن الانظار, على الرغم من روعة شعر وقوة كلماته وجمال اسلوبه وروعة صيغه لالفاظه, ورغم ذلك كله لا نجد ولو سطرا واحدا من ابداعات ذلك الاديب تخرج الينا, وقد كنا نتمنى لو نكحل اعيننا بقراءة احدى ابداعاته, واحد هؤلاء اللامعين الذين اخفوا جهودهم وجعلوها في مكنوناتهم الاديب الكبير الذي لا يجهله احد في محافظتنا الميمونة الاستاذ حسن الحليبي استاذ الادب في المعهد العلمي سابقا واحد الاساتذة الذي نهلت منه كثيرا من العلوم والمعارف, رجل لديه مخزون ادبي هائل, ولكن تلك الابداعات لا زالت تختفي في جنح الظلام تنتظر خروجها الى النور, وامثال استاذي الشيخ حسن الحليبي الكثير, فمنهم جدي الوالد الشيخ عبداللطيف بن حمد النعيم, التي اقامت معه جريدة (اليوم) لقاء مطولا عن اسفاره ورحلاته, وكم كنت اتمنى ان يفصح لنا عن شيء من ادبياته الرائعة الرنانة والمتميزة باسلوب جميل رصين وقوي, والكثير من الادباء الذين اخفوا نتاج ابداعهم طوال عمرهم, مما يجعلنا نفقد في النهاية كنوزا عظيمة من الشعر والادب الرفيع القويم, فهذه دعوة الى المجالس الادبية التي لم تقصر ابدا في نشر وابراز ادباء الاحساء, ولكن نطلب منهم بذل جهد اكبر في دعوة اولئك الخبراء والمخضرمين في مجال الادب والشعر, والاصرار عليهم في الحضور ونشر ادبياتهم وشعرهم في كتب تصدر عن تلك المجالس, حتى يتذوق ابناء المحافظة من العاشقين للادب نتاجهم الادبي والفكري الضخم, فان هذا من شأنه ان يعمل على اثراء الادب والشعر في الاحساء بزيادة الخزينة الفكرية والثروة المعرفية فيها, فان واجبنا تجاه اولئك المبدعين المتخفين ان نكرم جهودهم وان نعرف قدرهم, وما كان لادبهم في رفعة شأن ادباء الاحساء. احمد بن خالد العبدالقادر