قالت بثينة عبد الرحمن سودانية مقيمة في السعودية منذ سنتين إنها تنتظر استقبال الشهر الكريم كل سنة بفارغ الصبر وتحث أولادها على مشاهدة الهلال حتى لو من سطح البناية التي تسكن فيها، وعلى الرغم من علمها بصعوبة هذا الأمر إلا أنها تصر عليه، مؤكدة إن الاحتفال بشهر رمضان في السودان يبدأ قبل مجيئه بفترة كافية، فمع بداية شهر شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة هي رائحة (الأبري) أو (المديدة) وهي عبارة عن نوع من الذرة الحمراء يتم نقعها في الماء لمدة طويلة ثم يضاف إليها القرفة والزنجبيل والحبهان والقرنفل، وتجهيز عجينة تقطع قطعاً صغيرة وتترك في الهواء لتجف ثم توضع في أوان خاصة لاستعمالها في رمضان لعمل مشروب الإفطار وهو عبارة عن شراب ذو مذاق حلو ورائحة جميلة. وأكدت عبد الرحمن أن المساجد في السودان تظل عامرة طوال الشهر بالمصلين والعباد منذ خروج الموظفين من أعمالهم في الظهيرة وحتى قبيل المغرب حيث ينصرفون إلى منازلهم لتناول الإفطار ومن لا يتمكن من الذهاب في هذا الوقت فإنه يحرص على حضور صلاة العشاء والتراويح. وعن برنامجها اليومي تقول أنها بعد تناول الطعام تستعد لصلاة التراويح بقراءة القرآن، مشيرة إلى أنها تركز على حضور أولادها معها ولو لفترة قصيرة لكي يتعودوا على هذه العبادات بروح إيمانية حتى لا يشعروا بالملل عند الكبر. وتضيف أنها إذا فرغت من العبادة فإنها تقوم بزيارة بعض الصديقات القريبات من سكنها، لأنها لا تملك سيارة لتزور البعيدات، لكنها خلال هذا الشهر تسعى لزيارة أكبر عدد منهن مهما طالت المسافة. أما بالنسبة للتسوق فإنها تكتفي بزيارة واحدة أو اثنتين خلال الشهر لشراء ملابس العيد ولكن ذلك سيكون في العشر الأواخر من الشهر الكريم، حتى تستغل أكبر قدر ممكن من الوقت في العبادة والطاعات وتكثيف الزيارات الاجتماعية. وعن الأصناف التي تفضلها كسودانية قالت إننا نشرب بعد الإفطار شراب (الأبري) وفي السودان نجلس في أغلب الأحيان على بسط من سعف النخيل مستطيلة الشكل، وبالإضافة إلى ذلك نتناول التمر ثم البليلة ثم عصير الليمون أما في الشتاء فنشرب الشوربة الساخنة. ومن أشهر الأكلات التي نتناولها (الويكة) وهي نوع من البامية مع العصيدة، وكذلك (ملاح الروب) وهو لبن رائب ممزوج بقليل من الفول السوداني، ثم نشرب الشاي والقهوة كأي شخص عربي آخر. وعن بعض العادات السودانية تقول أنه يوجد لدى الأهالي في السودان عادة (الإفطار الجماعي) حيث تفرش البسط في الشوارع والساحات الكبيرة وتحضر كل عائلة إفطارها جاهزاً ويتناوله الجميع، ومازال السودانيون حتى اليوم يمارسون هذه العادة الجميلة التي تجعلهم أكثر قرباً من بعضهم البعض وتحثهم على التكافل الاجتماعي.