يوما السبت والأحد، التاسع والعشرون والثلاثون من شهر مارس/آذار القادم، لن يَمُرّا كيومين عاديين سواءً في حياة بناتنا وأبنائنا المبتعثين للدراسة في المملكة المتحدة وايرلندا، أم في حياة العاملين في الملحقية الثقافية وفي مقدمتهم سعادة الملحق الثقافي الدكتور فيصل بن محمد المهنا أبا الخيل، كما لن يكونا عاديين في حياة ذوي المبتعثين خصوصاً المتخرجين منهم؛ إذ سيشهد اليومان المذكوران حفل التخرج ومعرض يوم المهنة، وهما الحفل والمعرض اللذان تنظمهما الملحقية الثقافية للسنة الرابعة على التوالي في مبادرة جاءت لتضيف بُعداً على قدر كبير من الأهمية الى عملها وعلاقتها بالمبتعثين الذين تضاعف عددهم مرات ومرات، كثمرةٍ هامةٍ من ثمارِ برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي. المأمول، لكي تؤتي هذه الأيام ثمارها، أن تحرص الجهاتُ المُوَظفّة في القطاعين العام والخاص على الحضور بشكل كبير وفعّال في يوم المهنة القادم في مدينة الضباب، ودعمه سواءً بالمشاركة في رعايته أو بأي شكل من أشكال الدعم، كما تدعم أيام المهنة في الداخل. بالاستمرار في تنظيم حفل التخرج ويوم المهنة هذا العام، يؤكد الأخوة والاخوات في الملحقية مشاركتهم المتخرجين في فرحهم، ورسم خارطة علاقتهم بالمبتعثين، وتوسيع نطاق عملهم وواجبهم تجاههم، إذ لم يعد عمل الملحقية محصوراً في رعاية المبتعثين والاهتمام بهم خلال سنوات الدراسة، بل تجاوز ذلك الى ما بعد التخرج، متمثلا في الاسهام في تسهيل حصول الخريجين على فرص للعمل، عبر توفير فرص الالتقاء بينهم وبين الجهات المُوَظِفّة في القطاعين العام والخاص. وهذه مبادرة يستحق العاملون في الملحقية الشكر عليها وتقدير الوقت والجهود التي يستثمرونها في تنفيذ هذا المشروع السنوي الهام، الذي يُمهدُ لآلاف الخريجين الطرق المؤدية الى الوظيفة، على غرار ما تقوم به الجامعات الوطنية. لعل من أكبر صعوبات العثور على الوظيفة المناسبة هو عدم توفر المعلومة وانقطاع - إن لم يكن عدم وجود - سبل التواصل بين الباحثين عن فرص العمل وعن الجهات الباحثة عمن يملأ الوظائف الشاغرة لديها. من هنا تنشأ أهمية أيام المهنة السعودية في مدينة الضباب أو في غيرها من عواصم الدول التي تستقبل سنوياً آلاف المبتعثين في برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي، إذ تشكل جسر اتصال وتلاق بين الطرفين. المأمول، لكي تؤتي هذه الأيام ثمارها، أن تحرص الجهاتُ المُوَظفّة في القطاعين العام والخاص على الحضور بشكل كبير وفعّال في يوم المهنة القادم في مدينة الضباب، ودعمه سواءً بالمشاركة في رعايته أو بأي شكل من أشكال الدعم، كما تدعم أيام المهنة في الداخل. لا أعتقد أن ذلك يكلفها الكثير، وحتى وإن كلفها الكثير بالفعل فالمردود الإيجابي سيكون أكثر وأكبر، والناحية الايجابية العظمى في الأمر انه لا يوجد خسارة أو خاسر في الأمر، فالمبتعث رابح والداعم رابح، والملحقية رابحة، والرابح الاكبر هو الوطن. شارك في معرض العام الماضي 65 جهة حكومية وخاصة، سهلت الملحقية لمندوبيها فرصة الالتقاء بالمبتعثين والخريجين على وجه الخصوص، بتوفير عدد من القاعات لإجراء المقابلات الشخصية مع المتخرجين. أتمنى شخصياً أن يزداد عددُها ليزداد عدد الجسور بين الطرفين الباحثين عن بعضهما، وأن يستمر الدعم ليستمر هذا المشروع الذي ولد ناجحاً، والذي لا يقاس نجاحه بعدد من وفق الى الوظيفة من الخريجين. قد لا يحصل كل المتخرجين على فرص عمل خلال انعقاد يوم المهنة القادم في لندن، وهو أمر متوقع، وقد لا تؤدي كل أيام المهنة السعودية في الخارج كما في الداخل على خفض معدل البطالة على المستوى الوطني العام؛ لكن هذا لا يعني التقليل من أهميتها أو الدعوة إلى إيقافها، أو اتخاذ ذلك مبررا لعدم دعمها من القطاعين العام والخاص. الطرفان مطالبان بدعم هذه الايام، ليس كواجبٍ وطني فحسب، ولكن لما يعود عليهما من منافع وفوائد أيضا. وكما قلت سابقاً، هذا نوع من المشاريع مضمونة الربح- وإن كان قليلا في البداية، إلا انه لا يخسر فيه أي طرف من الاطراف. [email protected]