تنظم الملحقية الثقافية في الولاياتالمتحدةالأمريكية برنامجها السنوي "يوم المهنة" في - ضاحية نشيونال هاربر بولاية ميرلاند (منطقة واشنطن دي سي) -، حيث يجتمع رجال الأعمال والشركات مقدمين عروض الوظائف المتاحة في جميع قطاعات الأعمال في الدولة للمبتعثين؛ مما يوفر كثيراً من العناء والوقت بعد انتهاء رحلة الابتعاث، بإيجاد وظائف مناسبة تليق بالخريجين. ويشمل "يوم المهنة" تقديم المبتعثين على الوظائف المتاحة في الجامعات الحكومية والأهلية، والشركات، والبنوك، بالإضافة إلى إجراء مقابلات شخصية مع مقدمي العروض التوظيفية، وقد ينخرط المتميزون في العمل مباشرةً بعد عودتهم، فيما يتم منح بعضهم دورات لزيادة التأهيل، وقد بدأ الخريجون مع انطلاقة "يوم المهنة" في التعرف على الوظائف المتاحة من العارضين، من خلال برنامج اليكتروني يراعي سرعة التقديم، وإجراء المقابلات، كما تم حجز وظائف للخريجين المميزين في عدد من التخصصات. جهود مضنية وبذلت الملحقية السعودية في واشنطن جهوداً مضنية لتوفير وظائف مناسبة للطلاب والطالبات، معتبرةً ذلك محفزاً للدارسين للجد والاجتهاد، حتى يرفعوا مستوياتهم الأكاديمية، ويحرصوا على التسجيل والانخراط في الدورات المتخصصة التي تزيد من خبراتهم؛ نظراً لتوفر فرص العمل بعد العودة إلى الوطن، ونجح المنظمون في كسب حضور كبريات الشركات والمصانع والبنوك إلى جانب (21) جامعة؛ لتقديم عروضها، حيث لمس المبتعثون تجاوباً في تعاون مؤسسات المجتمع نحو استقطابهم إلى سوق العمل بما يتناسب مع تخصصاتهم، مؤكدين على أن الوطن هو الرابح الأكبر من ضخ دماء جديدة وشابة إلى السوق. وظائف معلنة وكشف "د.محمد بن عبدالله العيسى" - الملحق الثقافي في الولاياتالمتحدةالأمريكية - عن توفير (6000) وظيفة لخريجي الدفعة السادسة من الطلاب والطالبات المبتعثين، مشيراً إلى أنّ (106) جهات حكومية وخاصة بادرت في تقديم تلك الوظائف، بما يضمن التحاق الخريجين بالعمل فور وصولهم إلى المملكة، مبيّناً أنّ الملحقية اشترطت على المشاركين تقديم وظائف محددة ومعلنة كشرط للتواجد ضمن فعاليات مناسبة التخرج. د. العيسى: الخريج الجاد سيجد مكانه على خارطة الوطن من دون شروط مسبقة اقتصاد المعرفة وقال "د.العيسى": "الخريج الجاد في طلب الوظيفة من دون شروط مسبقة - بغض النظر عن موقعها الجغرافي على خارطة الوطن -؛ سيكون جاهزاً للعمل، ولن يجد نفسه باحثاً عنه، أو متعذراً في الوصول إليه"، مؤكداً على ضرورة أن يعي الخريج أنّ ما يحمله من علم وتجربة في التخصص هي ثمرة يقطفها الوطن نحو تحقيق التوطين النوعي للوظائف، وتلبية احتياجات سوق العمل، والاستثمار في العنصر البشري؛ ليكون حاضراً في مهمة التحديث والتنوير واقتصاد المعرفة الذي تعتمد عليه المملكة. المبتعث الجاد سيجد مكانه محجوزاً عند العودة إلى الوطن دعم التنمية وأضاف "د.العيسى": "ما يهمنا هو دفع الشباب من الجنسين نحو مواقع المسؤولية الجديدة في القطاعين العام والخاص، بما يسهم في دعم مشروعات التنمية، وكسب مزيد من الزمن نحو استكمال مسيرة الخير التي يقودها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -"، مبيّناً أنّ المراكز الأكاديمية والبحثية والتدريبية هي من أكثر الجهات عرضاً للوظائف على الخريجين هذا العام، وتحديداً الجامعات، إلى جانب البنوك والاستثمارات وإدارة الأعمال، وقطاعات الهندسة والصناعات البترولية وتكنولوجيا المعلومات، والنقل والمواصلات، والطب والصحة العامة والتأمين، كذلك قطاعات الطاقة والكهرباء والغاز، والاستشارات القانونية والتعاقدات التجارية. تمديد المعرض وأشار إلى أنّ معرض التوظيف يمدد للمرة الأولى إلى ثلاثة أيام نزولاً عند رغبة الطلبة والطالبات، مشدداً على أنّ الجهات الحاضرة سوف تكشف للجهة المنظمة عدد الوظائف المتاحة والاختصاصات، ومتابعة عدد الوظائف التي شغلها المبتعثين بعد نهاية المناسبة، لافتاً إلى أنّه تم إطلاق موقع اليكتروني يمكّن الخريجيين الحضور والذين لم يستطيعوا الحضور أيضاً وخريجي الدفعات الماضية؛ لوضع سيرهم الذاتية لتقديهما إلى المؤسسات الحكومية والشركات التي ترغب في توظيفهم، وذلك بمتابعة ورصد من الملحقية؛ للتأكد من جدية الجهات الراغبة في توظيف الخريجيين. إثبات الذات ويعدّ توظيف المبتعثين من أكثر القضايا أهمية مع تنامي أعدادهم، وتنوع تخصصاتهم، إلى جانب محدودية العرض مقابل الطلب، إلاّ أنّ جميع من حضروا في يوم المهنة متفقين على أنّ الخريج الجاد، والمبادر، ومن يريد أن يبدأ رحلة الصفر في أي مكان على خارطة الوطن سيكون فرصة تواجده في السوق أكبر وأسرع، مشيرين إلى أنّ الشروط المسبقة في الحصول على الوظيفة لم تعد ممكنة، أو ربما غير متاحة، حيث أنّ المعيار هو إثبات الذات أولاً في العمل وتحمل المسؤولية، ثم تتحقق تلقائياً الأماني والطموحات، بل وأكثر من ذلك المنافسة في الوصول إلى الوظائف القيادية ذات المميزات العالية. فرحة التخرج للمبتعثين تحصد «زغاريد» الوطن استراتيجية وطنية وترك يوم المهنة بصمة كبيرة في نفوس الخريجين المتحمسين للعمل، والجادين في الحصول عليه، ولكن لا يزال هناك رغبة في إيجاد إستراتيجية وطنية لتوظيف المبتعثين، من خلال تفعيل مساهمة القطاع الخاص تحديداً؛ على اعتبار أن الوظائف الحكومية لا يمكن أن تستوعب الجميع. وطالب إعلاميون حاضرون في المناسبة بأهمية الدفع لتحقيق تلك الإستراتيجية، والضغط على القطاع الخاص في دعم مشروع الابتعاث، خاصة وأنّ العرض لا يزال أقل من الطلب، مشيرين إلى أنّ الاجتهادات الفردية من الملحقية في تنظيم يوم المهنة هو جهد جبار تشكر عليه، ولكن ليس الحل الأمثل في التعاطي مع أعداد الخريجين في كثير من دول الابتعاث.