الحمد لله الذي من علينا ببلوغ شهر رمضان وجعلنا الله من صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضاه منا والله اسأل ان يتقبل منا جميعا. بالأمس القريب كان الآباء والأجداد يستقبلون رمضان بصيام اغلب أيام شهر شعبان وبالاستغفار ودائما يرددون دعاء اللهم بلغنا رمضان فاذا بلغوه كانوا يباركون لبعضهم بلوغ الشهر فيصومون ويقومون الليل ويؤدون حق ربهم وحق العباد ويمضون معظم الوقت في قراءة القرآن والصلاة والاستغفار يعيشون يومهم وليلهم كما اعتادوا دون سهر ويقومون قبل الفجر لتناول السحور ويصلون التهجد والفجر فاذا جاء العيد ترى على الوجه الحزن (لفراق الشهر) المتشح بالفرح (باكمال الصيام) وترى بشائر الخير وتلمس الخوف في الاعماق يرجو قبول اعمال هذا الشهر, فكانوا اذا سألوا الله اعطاهم واذا استغاثوا اغيثوا. واليوم رمضان اختلف كما اختلفنا وتغير كما تغيرنا فأصبح شهر المسلسلات والسهر والسمر والأسواق والتخفيضات والخيمات الرمضانية ومهرجانات الافطار واصبحنا نمسك عن الطعام من الفجر الى الغروب نصلي في البيوت ونتابع المسلسلات والمسابقات والفوازير المصاغة بلحن جميل وما ان تدخل العشر الاواخر حتى تنهال البركات التلفزيونية والاعلانات عن حفلات العيد وليالي الأنس والطرب وتبدأ المنافسة فهذه الحفلة تحت شرف الفنان او الفنانة الفلانية وهناك حفلة كبيرة في الفندق الفلاني.. وهكذا نودع رمضان ونستقبل العيد ونسأل الله القبول. البنوك والمؤسسات والشركات تقفل ابوابها لعمل جرد سنوي في نهاية السنة المالية وذلك بغرض معرفة الموقف المالي للمنشأة فلماذا لا نجعل المحاسبة لأعمالنا في شهر رمضان ونراجع رصيد اعمالنا ونرى الربح والخسارة ونرى موقفنا ونستثمر فرصة الشهر المبارك لمحاسبة النفس ونسدد بعض الذنوب بكثرة الاستغفار على امل العودة الى الطريق المستقيم وطريق الصواب لنسمو بالروح والجسد ونتوجه الى الله بحق ونترك المسلسلات والبرامج لكي نرفع ايدينا ونحن موقنون بالاجابة ولا عجب ان اعداءنا يعلمون قيمة رمضان ودعواته اكثر منا. اللهم ألهمنا الصيام والقيام على الوجه الذي ترضاه وتقبله منا يارب العالمين.. اللهم آمين.. وشهركم مبارك وكل عام وانتم بخير.