الجهود التي بذلها سمو ولي العهد أثناء فعاليات مؤتمر القمة الإسلامي العاشر الذي اختتم أعماله في ماليزيا كانت محط تثمين وتقدير جلسة مجلس الوزراء العادية التي عقدت برئاسة سموه بعد ظهر أمس الأول, وهي جهود تمحورت في أهمية تعامل المسلمين في وقتهم الراهن مع التحديات والصعاب التي تواجههم من خلال انتهاج الطريق الصحيح المؤدي الى عودتهم لحظيرة عقيدتهم الإسلامية السمحة, وقد سخر سموه جهوده أثناء المؤتمر للتباحث والتدارس مع اخوانه وأشقائه زعماء الدول العربية والإسلامية في الطرائق الناجعة للم شمل الأمة الإسلامية وطرح الرؤى الكفيلة بإنارة السبل أمامها لتحقيق تطلعاتها وطموحاتها الآنية والمستقبلية. وقد كان لكلمة سموه الضافية أمام المؤتمر ردود فعل عديدة على مستوى سياسي وإعلامي واسع لاسيما طرحه العقلاني الصائب بالتركيز على الوحدة الوطنية بين المسلمين ومكافحة الغلو والتطرف والتشدد المؤدية جميعها الى الإرهاب. فتلك الشرذمة الضالة بأعمالها الإجرامية أساءت الى الإسلام وشوهت صورة المسلمين الناصعة بين كافة المجتمعات البشرية, كما ان دعوة سموه أمام المؤتمر الى تشكيل لجنة مصغرة من بين رؤساء الوفود تسمى (لجنة السلام الإسلامية) لبحث قضايا المسلمين المعلقة فيما بينهم والآخرين تعد فكرة حيوية لتسوية أزمات الأمة بطرق صحيحة. كما ان دعوة سموه في المؤتمر لايجاد الأدوات الفكرية اللازمة للتصدي لفكر الغلو والإرهاب وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين تعد هي الأخرى فكرة رائدة لانقاذ الشبيبة من هوس الأفكار المنحرفة لرموز ظاهرة الإرهاب في العالم وتبصيرهم بحقائق تعاليم عقيدتهم الإسلامية التي يجب ان يحيطوا بسماحتها وعدالتها ووسطيتها. ويعلموا علم اليقين انها بعيدة كل البعد عن أساليب تلك الظاهرة المدمرة وأفاعيل رموزها الإجرامية.