استقبل فخامة الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الإسلامية مساء أمس الأول بالقصر الرئاسي في إسلام أباد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني.وقد عقد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس برويز مشرف اجتماعا جرى خلاله بحث مجمل الأحداث على الساحتين الإسلامية والدولية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في العراق إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمه وتعزيزه بما يخدم مصالحهما المشتركة.حضر الاجتماع من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كما حضره من الجانب الباكستاني دولة رئيس الوزراء مير ظفر الله جمالي ومعالي وزير الخارجية خورشيد محمود قصوري. وأكد سمو ولي العهد، في كلمة خلال حفل عشاء أقامه فخامة الرئيس الباكستاني لسموه بعد ختام الاجتماع، أن المملكة وباكستان ولدتا "في ظل مشروع إسلامي عظيم أثبت للدنيا كلها أن الدولة الإسلامية تستطيع أن تتعايش مع العالم ومع متطلبات العصر دون أن تفقد شيئا من ثوابتها وأصالتها". ونقل سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وتحيات الشعب السعودي إلى الأشقاء في باكستان. وقال سموه: ان المملكة وباكستان استطاعتا البرهنة على أن الإسلام مشروع حضاري. مشيراً إلى أن الإرهابيين القتلة يسعون لإفشال المشروع الإسلامي. وقال سموه: ان الشراكة السعودية الباكستانية ستصمد أمام الخطوب والعقبات. حفل العشاء وكان فخامة الرئيس برويز مشرف قد أقام حفل عشاء تكريما لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وفى بداية حفل العشاء توجه سمو ولي العهد إلى قاعة الاستقبال حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين ثم صافح سمو ولي العهد الحضور من أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين الباكستانيين والسفراء المعتمدين لدى إسلام أباد. اثر ذلك تبادل فخامة الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الإسلامية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ابن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الكلمات حيث ألقى فخامة الرئيس برويز مشرف كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد ومرافقيه0 وقال انه لمبعث شرف بالغ لي أن أتقدم بترحيب أخوي حار لسموكم وأعضاء وفدكم المرافق في باكستان ويسعدنا سعادة بالغة أن نراكم بيننا وما يزيد من الأهمية الخاصة لوجودكم هنا اليوم ما يكنه الشعب الباكستاني من مشاعر الاحترام والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ولسموكم وللشعب السعودي الشقيق وإني واثق من أن أواصرنا الوثيقة ستعزز مزيدا نتيجة لزيارتكم. وتابع فخامته قائلا: كما يغمرني بالغ الاعتزاز أن أذكر أن باكستان والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات خاصة للغاية ومنذ أكثر من ألف سنة تتمتع بأواصر منيعة مستمدة من العقيدة والثقافة والقيم والتاريخ والثوابت المشتركة. وأضاف يقول:"ولبلدينا أهداف وطموحات مشتركة اذ أن كلا البلدين يلتزمان بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة الذي يمثل أساسا لتنمية شعبينا ونحن نسعى لإيجاد حل سلمى للنزاعات على أساس المساواة والعدل والنزاهة ولذلك فان تعاوننا المشترك الوثيق ليس في صالح بلدينا الشقيقين فحسب بل للمنطقة بأسرها أيضا". وقال فخامته: إن باكستان والمملكة العربية السعودية هما دعامتان مهمتان للامة الإسلامية وتمثل الأحداث الأخيرة تحديات خطيرة غير مسبوقة للامة لذا يجب علينا أن نتأمل وأن نتحلى بالوحدة والعزم الصميم وأن نعمل لإيجاد سبل واقعية للمضي قدما ونصون مصالح العالم الإسلامي دون المساومة على مبادئنا الأساسية. واستطرد قائلا: لقد انعقدت القمة الإسلامية هذا الأسبوع فى كوالالمبور في ظل تحديات بالغة الخطورة تواجهها الأمة منذ تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي والعالم الإسلامي لا يواجه التحديات فحسب بل انه مشتت أيضا لذا فان من مسؤوليتنا أن نعمل لتغيير هذا الوضع. وأضاف: ان علينا أيضا أن نعمل لإحياء صورة الإسلام المجيدة بصفته دين الوئام والتسامح والتحرر وهذه مزايا تقليد ينسجم مع القيم العالمية لحقوق الإنسان الأساسية وسيادة القانون. وقال: لقد بعثت مداولاتنا وتأملاتنا الجماعية في مؤتمر القمة الإسلامية الثقة في نفوسنا لاعتماد اتجاه مشترك لاخراجها من أزمتها الراهنة وبهذا الصدد ينبغي علي أن أحيى سموكم للمساهمة المهمة جدا التي قامت بها المملكة العربية السعودية للخروج بمحصلة إيجابية من المؤتمر. ورأى فخامته أنه لا بد من خوض الحرب ضد الإرهاب بصورة شاملة على الجبهة الدولية برؤية وتفاهم ولا ينبغي تقويض قيم مجتمعاتنا الأخلاقية ولا ينبغي أيضا أن يتم احتكارها من قبل الذين يرغبون في استخدامها لاضطهاد الشعوب الأخرى وكذلك يجب ألا يتم السماح لهذه الحرب بان تكون وسيلة للتضارب بين الحضارات. وعبر فخامته عن أسفه أن أغلب النزاعات السياسية في وقتنا الحاضر تعانيها شعوبنا الإسلامية. وقال لقد ازداد التطرف والتشدد الديني بسبب استمرار النزاعات السياسية وتركها بدون حل لذا فان الإجراء قصير الأمد ضد الإرهاب يجب أن ترافقه استراتيجية طويلة الأمد لمعالجة القضايا الأساسية.. إن الحرب ضد الإرهاب إذا تم خوضها بمعزل عن الآخرين فلا بد أن يحالفها الفشل ولذا هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة المشاكل والقضايا التي أكل عليها الدهر وشرب وبالتالي تتسبب فى اليأس والعجز. وأضاف: ان من بواعث القلق أن قضية فلسطين تشكل تحديا كبيرا للأمة لقد تعززت الآمال في إحلال السلام الشامل والعادل عندما تقدمتم بمبادرة السلام المهمة للغاية في مؤتمر القمة العربي في بيروت في مارس من العام الماضي والتي تم إحياؤها في مطلع العام الحالي من خلال خارطة الطريق للجنة الرباعية ولكن بسياساتها القائمة بشكل شامل على استخدام القوة تعرقل إسرائيل طريق إيجاد تسوية تفاوضية للنزاع. وشدد فخامته على أن من واجب المجتمع الدولي أن يأخذ بعين الاعتبار المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وقال: نشعر بأن التقدم نحو السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط من شأنه أن يخفف مدى التطرف.. اننا نؤيد تنفيذ رؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب ضمن حدود معترف بها دوليا. وتطرق فخامة الرئيس برويز مشرف إلى الوضع في العراق وقال: أما في سياق العراق فمن الواضح أنه لا بد من التوصل إلى الإجماع في الأممالمتحدة حول السبل الكفيلة باستعادة العراق أمنه واستقراره وسيادته ومن خلال خطة شاملة ينبغي بموجبها أن تلعب الأممالمتحدة دورا تمهيديا لكي يصار إلى السماح للشعب العراقي بأن يتولى السيطرة على بلده وموارده ويجب أن يتلقى الشعب العراقي الدعم الكامل من المجتمع الدولي بما يشمل الدول المجاورة والأقطار الإسلامية. وأضاف قائلا: وفى منطقتنا أدت سياسات الهند غير المعقولة والقائمة على مبدئي استخدام القوة الفاحشة ورفضها للتفاوض إلى تعريض أمن جنوب آسيا للخطر وظلت كشمير جوهر خلافاتنا مع الهند منذ الاستقلال وينبغي أن يوضع حد للظلم والاضطهاد الوحشي ضد المسلمين هناك.. إننا نرغب في تسوية سلمية وتفاوضية لهذا النزاع على أساس احترام إرادة الشعب الكشميري وبقولنا هذا ننطلق من موقف قوة حيث تستند قضيتنا على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ومبادئ العدالة والمساواة. وقال: نحن مستعدون لان ندخل في حوار شامل مع الهند حول قضية كشمير الجوهرية وكافة القضايا الأخرى ونريد دعما إيجابيا من قبل أصدقائنا والمجتمع الدولي لإحضار الهند إلى عملية التفاوض. وأعرب فخامته عن امتنانه للمملكة العربية السعودية لدعمها القوى والثابت الذي تلقاه باكستان على الدوام حول تسوية عادلة لنزاع جامو وكشمير. وقال: يتطلب الأمن الثابت في جنوب آسيا من الهندوباكستان أن تتخذا إجراءات كفيلة بضبط النفس النووي المتبادل وتوازن السلاح التقليدي ولسوء الحظ تقوم الهند ببناء إمكانياتها العسكرية بشكل هائل وفى هذا السياق تشكل الشراكة الهندية الإسرائيلية تحديا استراتيجيا جديدا للعالم الإسلامي ولجنوب آسيا بالإضافة إلى تهديد مباشر للتوازن العسكري التقليدي الحساس.. وانتهز هذه الفرصة لأؤكد أننا مدركون تماما ليس لعواقب ذلك لامننا فحسب بل سنتخذ كل إجراء ممكن للمحافظة على رادعنا الذي يساهم في تعزيز الأمن والسلام في منطقتنا. وأعرب فخامته عن تأييد بلاده تنفيذ مسار بون الناجح في أفغانستان وقال ينبغي نشر قوات الاستقرار الدولية للتأكد من إحلال الأمن في جميع مناطق أفغانستان . وقال: ان لباكستان رغبة شديدة في إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان ولن نسمح أبدا باستخدام أراضينا بأي شكل من الأشكال على النحو الذي يعرض للخطر تحقيق أهدافنا.. ونحن مستعدون كليا لمساندة أفغانستان بأي طريقة كانت. وسبق لنا أن عرضنا المساعدة للحكومة الأفغانية في شتى المجالات بما فيها بناء الطرق والمواصلات وتوليد الكهرباء وغيرها . وأعرب فخامة الرئيس الباكستاني في ختام كلمته عن شكره الجزيل لسمو ولي العهد لقيامه بهذه الزيارة وقال: نعتبرها كرمز لأواصر صداقتنا وانى على ثقة أنها ستعزز مزيدا من علاقاتنا الأخوية معربا عن أطيب تحياته الخالصة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد حفظهما الله متمنيا لهما الصحة والسعادة واطراد التطور والازدهار لشعب المملكة العربية السعودية. كلمة سمو لي العهد ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين. فخامة الأخ الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة0 أيها الاخوة الاعزاء.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أود أن أبدأ بشكر فخامتكم على دعوتكم الكريمة وعلى حرارة الاستقبال وعلى كلماتكم المؤثرة التي أقدرها كل التقدير ويسعدني أن أنقل تحيات أخى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وتحيات الشعب السعودي إلى فخامتكم والى حكومتكم الموقرة والى أبناء الشعب الباكستاني الشقيق مقرونة بأصدق التمنيات بدوام الاستقرار والتقدم لهذا الشعب بقيادتكم الرشيدة. لقد ولدت كل من الباكستان والمملكة العربية السعودية في ظل مشروع إسلامي عظيم أثبت للدنيا كلها أن الدولة الإسلامية تستطيع أن تتعايش مع العالم ومع متطلبات العصر دون أن تفقد شيئا من ثوابتها وأصالتها. إننا لا ندعي الكمال لتجربتنا في المملكة ولا لتجربتكم في الباكستان.. ولكننا نقول بصدق وصراحة إننا استطعنا أن نبرهن أن المشروع الإسلامي مشروع حضاري رائد لا يريد لابنائه وللبشرية إلا الخير والحق والعدل. وإذا كنا نعاني، أنتم ونحن، اليوم من وباء الإرهاب فالسبب واضح بسيط: إن الإرهابيين القتلة أعدى أعداء الإسلام يريدون فشل المشروع الإسلامي الحضاري وتأليب الدنيا على الإسلام والمسلمين إلا أننا سنتمكن (بحول الله وقوته) من أن نردهم على أعقابهم خاسرين خاسئين. فخامة الرئيس.. ان العلاقة بيننا وبينكم تعدت حدود الصداقة إلى الشراكة الحقيقية ولقد صمدت هذه الشراكة في وجه كل الأحداث والخطوب ولا يراودني أدنى شك في أنها (بإذن الله) ستصمد في المستقبل أمام كل العقبات وأنها ستكون خير عون لكم ولنا على تحقيق ما يصبو إليه الشعب الباكستانى الشقيق والشعب السعودي من تضامن وتعاون وعمل مشترك بناء ومستقبل مشرف زاهر (بإذن الله). انه سبحانه ولي التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد حفل العشاء حضر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ابن عبدالعزيز وفخامة الرئيس برويز مشرف العروض التراثية التي قدمتها فرق الفنون الشعبية الباكستانية من مختلف مناطق باكستان. وفى نهاية العروض التراثية قدم فخامة الرئيس برويز مشرف لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز فرسا أصيلا مع سرج وسيف هدية لسموه بهذه المناسبة. كما قدم دولة رئيس الوزراء مير ظفر الله جمالي لسمو ولي العهد فرسا أصيلا هدية لسموه. بعد ذلك غادر سمو ولي العهد القصر الرئاسي مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. حضر حفل العشاء والعروض التراثية الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد وكبار المسؤولين الباكستانيين وسفراء الدول المعتمدون لدى باكستان. سموه في حفل العشاء اللوحات الترحيبية بسمو ولي العهد في اسلام اباد