في ظل التذبذبات العالية للأسهم التي شهدتها السوق المحلية خلال الفترة الماضية نشطت عمليات المضاربة اليومية في الأسهم. وفي هذه المقالة سنركز الحديث على الأساليب التي يستخدمها المضاربون في تلك العمليات، حيث انه من المعروف أن أي سوق لا يخلو من مضاربات قوية يحقق من خلالها المضاربون مكاسب سريعة وكبيرة في فترة زمنية وجيزة وذلك في ظل المتغيرات الاقتصادية والسياسية المتعددة التي تحيط بالسوق. وفي السوق المحلي للأسهم، استطاعت فئة من كبار المضاربين من استخدام أساليب ووسائل مضللة في مضارباتهم اليومية، وحققوا من خلالها مكاسب كبيرة على حساب صغار المتداولين من ذوي الخبرات الضعيفة، والإمكانيات المحدودة، وذلك في ظل غياب الأنظمة الرقابية أو ضعف تطبيقها، بالإضافة الى قلة الوعي بوجوب حماية السوق وصغار المتداولين من سيطرة تلك الفئة التي لا تهمها إلا مصلحتها الآنية، وذلك من أجل الحفاظ على قوة ومتانة الإقتصاد الوطني. ومن تلك الأساليب المضللة، التي تستخدمها تلك الفئة من المضاربين الجشعين، ما يلي: تدوير كميات كبيرة من أسهم شركة معينة بهدف تضليل المتداولين لإجبارهم على البيع أو الدخول في عمليات شراء غير مدروسة أو مخطط لها. الطلبات الكبيرة " اللحظية" في شركات صغيرة أو متعثرة بدون سبب حقيقي، وذلك من أجل تحفيز الآخرين للدخول فيها ومن ثم يقوم المضارب المُضلل بتصريف أسهمه لأولئك المساكين وتعليقهم بأسعار عالية في أسهم متعثرة. الشائعات التي تبثها تلك الفئة من خلال الوسائل الاعلامية أو صالات تداول الأسهم أو منتديات الإنترنت والتي تهتم بشئون الأسهم المحلية، وأحياناً يصل الى ان بالبعض الى استخدام مكاتب استشارية مأجورة لتقييم السهم المراد التأثير عليه بطرق غير مشروعة. وغالباً ما تكون مصادر تلك الشائعات غير واضحة, والهدف من نشرها هو التأثير على سعر سهم معين إما هبوطاً أو ارتفاعاً. عروض كبيرة في شركات ممتازة لتثبيت أسعارها والضغط على سعرها مدة طويلة بهدف التجميع، وتطفيش ملاكها واضطرارهم لبيع أسهمهم، لاسيما إذا واكب ذلك تحريك بعض الأسهم المتعثرة أو الصغيرة وإقفالها على أسعار مرتفعة. فيضطر الصغار من ذوي الخبرة المحدودة الى بيع أسهمهم الممتازة للحاق بأسهم المضاربة المتعثرة. استغلال نظام التداول الرسمي في حالة ما قبل افتتاح السوق لفرض أسعار محددة على المتداولين. حيث يقوم المضارب المُضلل بعرض كمية كبيرة من سهم ما بسعر منخفض لإيهام البعض بأن سعر السهم في هبوط، ومن ثم يقوم بسحب عروضه قبل الإفتتاح بلحظات والتهام عروض المخدوعين. الإتفاق بين عدد من أولئك المضاربين الكبار وتشكيل مجموعة تسعى الى تحريك سهم معين ومن ثم تصريفه بأسعار عالية، وقد سهلت المجموعات البريدية في الإنترنت أو رسائل الجوال بيئة خصبة لنمو وانتشار هذه الطريقة. وفي المقابل، فإن هناك أساليب مشروعة في المضاربات على الأسهم يستخدمها أصحاب المبادىء والقيم من المضاربين، وهي على سبيل المثال لا الحصر: الدخول في عمليات الشراء والبيع بناءً على آلية السوق، واتجاه المؤشر العام. الدخول في أسهم ممتازة وتحقيق مكاسب معقولة بناءٍ على مبالغة السوق في تقييم معلومة صحيحة، واتجاه المستثمرين لذلك السهم مما يؤدي بطبيعة الحال الى ارتفاع سعر السهم. القرار السريع والسليم في تقييم الأخبار المفاجئة للسوق أو السهم، والتعامل السريع والمناسب، إما بيعاً أو شراء. الإستفادة من أدوات التحليل الأساسي والفني لمعرفة اتجاه السوق أو اتجاه سهم معين ومن ثم البيع والشراء بناء على الاستنتاجات المنطقية. الإستفادة من العلاقات الطردية أو العكسية بين الأسهم، وكذلك الفوارق السعرية التي يفرضها منطق السوق. فمن المتعارف عليه أن هناك علاقات طردية بين سهم وآخر في فترة من الفترات، فإذا تحرك أحد الأسهم في اتجاه معين، فإن السهم الآخر يتحرك تلقائياً في نفس الإتجاه, والعكس صحيح في العلاقة العكسية. وقد تكون هذه العلاقة مبنية على أسس علمية وحقائق، وأحياناً قد تكون مبنية على عوامل فرضتها السوق والمتعاملون فيها. حسن طاشكندي