ان مرضا خطيرا انتشر في مجتمعنا قلما ينجو منه احد وتخلو منه حياة انسان الا من رحم الله انه مرض خطير نشأ عليه كثير من الصغار ومرد عليه كثير من كبار حتى غدا امرا مألوفا ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم .,. أتدرون ما هو هذا المرض انه الكذب اخطر الامراض الاجتماعية وافتكها , لقد وصل الحد بهذا المرض الى أن يكذب الابن على ابيه. والبنت على أمها. والأخ على اخيه والطالب على استاذه والصديق على صديقه والموظف على رئيسه والرئيس على مرؤوسيه والبائع على المشتري والزوجة على زوجها والمدعي على المدعى عليه وهكذا تلوثت الاجواء بهذا الداء واصبحت دنيا الناس معكراً صفوها بكذب الكذابين والأفاكين ولو تكلم الكذب لقال أنا سلاح الجبابرة ودرع المنافقين , وزاد الفاشلين وسلوى المرائين وشبكة المخادعين , وملجأ المجرمين. وأنك لا تجد مشكلة أو جريمة الا وللكذب الحظ الاوفر منها. فالكذب يجر إلى الزنا والى السرقة والى القتل الكذب يجر المرء الى كل رذيلة ويجر الى الكذب نفسه فالذي يكذب يحاول تغطية كذبه بكذبة أكبر حتى إذا ما اكتشف كذبه غطاه بمثله. ولو بالأيمان الفاجرة والعياذ بالله. ولنتأمل نصوص الشريعة التي تحذر من مغبة هذا الداء العضال يقول تعالى( إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( .. اياكم والكذب فإن الكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار وما يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا) رواه البخاري ومسلم. ويقول صلى الله عليه وسلم:(آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان). فهل يعي الكذابون هذه النصوص وغيرها ويرجعون عن كذبهم؟.