ما اكثر القصص التي تصف الرجل بالغرور والقسوة والتسلط وما اكثر ما تظهر هذه الصور وداعة المرأة ولطفها على الدوام. ولا خلاف ان بعض هذه القصص مؤلمة وتستحق الوقوف أمامها. ولكن ماذا لو كان الضحية هذه المرة رجلا؟. ليست كل المشاكل التي تحتويها الاسقف سببها الوحيد رجل قاس. بل احيانا عناد المرأة او دلالها الزائد أو لسانها السليط او غلظتها في التعامل او عدم انسجامها مع طبيعة زوجها.. اسباب كافية لتعاسة رجل. والفرق هنا ان بعض الرجال قد يتجاوب بخشونة مع هذه السلبيات والبعض الآخر الذي هو موضوعنا، يبدي كثيرا من الصبر والمحاولات الكثيرة لإبقاء هذا المنزل قائما ليحول دون تشتت الاسرة والاولاد. ورغم ضغوط الاهل ليتزوج من اخرى يبدلها بزوجته الحالية، ورغم عيوبها الكثيرة الا انه لا ييأس من استثمار كل الفرص لاستمرار الحياة. أمثلة حية حولنا تثبت ذلك.. وقد تتجاوب المرأة مع طول بال الرجل وتعيد التفكير في تصرفاتها وأخطائها، ولكن بعضهن تصر بعناد على موقفها وتعتبره ضعفا من الرجل أمامها. حينها يتحول عطاؤه الى بئر تتدلى فيها أيامه ومعاناته، وتستمر الحياة عرجاء بروح واحدة. ومما يزيد الطين بلة ان اهل هذه المرأة قد يشجعونها على التمادي ويكونون بذلك السبب في هدم اسرة بأكملها بحجة الحفاظ على كرامة او انقاذ كبرياء. والضحية غالبا ما تكون الاطفال مع ام وحيدة او اب وحيد ونعرف جميعا ما يعنيه ذلك من قصور في بعض جوانب التربية اذ ان الاولاد لا غنى لهم عن وجود كلا الطرفين. الحياة الزوجية ستظل الى الابد هي غاية تعاطفنا واهتمامنا لانها الشرارة التي ينطلق منها الابناء لحياة واسعة بنفسيات متوازنة ومستقرة. فماذا ستحقق زوجة تعاني من عنادها واصرارها على اخطائها غير طريق طويل من المعاناة، وربما عندما تستفيق يكون الاوان قد فات وتحول ذلك الحمل الوديع الى اسد مجروح قد يودي جرحه بكل شيء فلا يقبل منها اي مخرج للعودة.لتلك النوعية من النساء لا يمكن ان يكون هناك افضل من الوقوف امام جهلها او عنادها ليكون الاصلاح ايجابيا، اما استمرار العطاء من طرف الرجل فقط فهذا مدعاة لاستمرار هذه النار التي تزداد ببطء. ولابد ان تبدأ محاولة الاصلاح هذه من داخل البيت اولا. وفي رأي البعض لابد ان تعرف هذه المرأة حدودها جيدا وتقف بين الوقت والآخر وقفات مع نفسها مدفوعة برغبتها في الحفاظ على كيانها الأسري. فالانسان عادة لا يتمادى في موقف إلا اذا وجد قبولا واستسلاما من الطرف الآخر. ولكن.. أيعني ذلك اننا نريد اطلاق وحش ليلتهم غفلة هذه المرأة؟ لا انما المقصود ان يتحول عطاء هذا الرجل الى عطاء ذكي. فيه وقفات حازمة بين الوقت والآخر ليدرك الطرف الآخر أنه بحاجة ليراجع أخطاءه، وبحاجة لان يعرف قيمة من يعيش معه. (جرس لابد ان يحركه هذا الرجل الكريم الخلق كلما دعت الحاجة). لؤلؤة : هو : أحبك لأنك كسواد العين لا تستغني عنك أجزائي.. هي : أحبك لأنك دائما ترويني باحتوائك..