اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان الولاياتالمتحدة تقوم بدراسة مشاريع اتفاق امني متعدد الاطراف مع كوريا الشمالية لتلبية طلبها القاضي بالتوصل الى ميثاق عدم اعتداء. واضاف باول في لقاء مع وكالات الانباء اول أمس ان هذا الاتفاق الذي يحمي كوريا الشمالية من خطر الاجتياح سيكون رسميا، وخطيا، وآمل في ان يكون متعدد الاطراف. واوضح ان الخارجية الاميركية تعد مجموعة من مشاريع الاتفاقات استنادا الى النماذج الموجودة، وهي تأمل في ان توافق عليها بيونغ يانغ، الامر الذي يتيح الخروج من مأزق البرنامج النووي الكوري الشمالي. واكد باول ان واشنطن ستبحث في هذه المشاريع في الاسابيع المقبلة مع حلفائها. واشار الى ان الهدف هو ان نتمكن من ان نقدم للكوريين الشماليين مقترحات تعطيهم ضمانات تفوق تلك التي حصلوا عليها من الادارة السابقة والتي كانت اساسا رسائل وبيانات. ولم يحدد باول النماذج التي يستند اليها مساعدوه، موضحا فقط ان بعضا منها اميركية والبعض الآخر اجنبية. وقال ثمة اتفاقات مهمة لمشاكل معقدة. في نفس السياق, اعلن سفير الصين في الاممالمتحدة وانغ غوانغ أمس ترحيبه بعقد الجولة الثانية من المفاوضات السداسية حول المسألة النووية لكوريا الشمالية في كانون الاول/ديسمبر المقبل. وقال وانغ قررنا اجراء جولة مناقشات قبل نهاية السنة ولذلك فان شهر كانون الاول/ديسمبر سيكون بالتأكيد فترة مناسبة. واضاف هذه مسألة صعبة ومعقدة، وهذا الأمر سيستغرق وقتا، لكن من الضروري ان نحرز تقدما خلال الجولة الثانية. وقد اجريت الجولة الاولى من المفاوضات في اواخر آب/اغسطس في بكين بين الكوريتين والصين وروسيا والولاياتالمتحدةواليابان، لكنها لم تسفر عن نتيحة واكتفى المشاركون فيها بالاتفاق على عقد اجتماع ثان. ومنذ ذلك الحين، طالبت كوريا الشمالية بانسحاب اليابان من المناقشات وهذا ما استبعدته الولاياتالمتحدة. وقال السفير الصيني ثمة مسألتان، فكوريا الشمالية تريد نوعا من الضمانات من الولاياتالمتحدة، والولاياتالمتحدة والدول الاخرى تريد ان يتخلى الكوريون الشماليون عن برنامجهم النووي. وقد اندلعت الازمة في 16 تشرين الاول/اكتوبر 2002 عندما كشفت واشنطن ان بيونغ يانغ استأنفت برنامجها النووي منتهكة اتفاقا ثنائيا موقعا في 1994. ثم انسحبت كوريا الشمالية من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، واعترفت بأنها تريد حيازة السلاح النووي، معلنة انها قد تجري تجربة وذكرت أن في حوزتها صواريخ عابرة للقارات. من جهة اخرى، اعلنت الخارجية الاميركية أمس ان باول سيشارك الاسبوع الجاري في تايلندا في الاجتماع السنوي لوزراء خارجية منتدى التعاون الاقتصادي لاسيا-المحيط الهادىء الذي يسبق قمة قادة المنتدى في 20 و21 تشرين الاول/اكتوبر، ثم يزور مدريد للمشاركة في مؤتمر للدول المانحة للعراق يعقد في 23 و24 تشرين الاول/اكتوبر. ولم يستبعد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان يقوم باول بزيارات اخرى بين آسيا واوروبا. لكنه رفض الادلاء بمزيد من الايضاحات. وكان مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية ذكروا ان باول قد يزور كينيا حيث ستستأنف المفاوضات حول السودان بين الحكومة السودانية ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان لإنهاء حرب اهلية مستمرة منذ 20 عاما.