بكت لي احداهن ممن يعملن بمجمع نسائي للتسوق وهي تشتكي ما تعانيه من إحباط شديد.. فأختنا من حملة البكالوريوس اللاتي ضاقت بهن الدنيا بما رحبت بعد ان باءت جميع محاولاتها في الحصول على وظيفة محترمة تناسب مؤهلها الجامعي بالفشل لتجد نفسها في نهاية المطاف بائعة اكسسوار جوالات في احد (الكشكات) بذلك المجمع وبراتب زهيد لا يتجاوز 600 ريال أي مثلها كمثل عاملة هندية بأحد المنازل؟! وهنا تنشأ الجراح وتتضاعف الآلام حينما تكسر نفوس وقلوب بناتنا من حملة المؤهلات العالية بهذه الطريقة الوحشية.. وحين تقدر قيمتهن وما يقمن به من عمل بهذا الأسلوب المهين وبهذا العائد الزهيد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وبخاصة اذا ما كن ممن يعلن أسرهن او يساهمن في الانفاق عليها؟! فنحن في هذه الحالة نقارنهن بعاملات المنازل اللاتي قد يكن أفضل حظا منهن فالخادمات الفلبينيات على سبيل المثال يستلمن راتبا شهريا يتراوح بين 1000 و1200 ريال؟! وهذا مؤسف حقا والأشد ان هذه القضية الحساسة والتي قمنا وقام الكثيرون بإثارتها أكثر من عشرات المرات على صفحات الصحف والمجلات المحلية وفي كثير من المواقع والمنتديات الأدبية تلقى آذانا صماء من قبل الجميع؟ّ وما يهم الغالبية المرتاحة جدا جدا وتحملها نفسها للحديث عنه ومناقشته هو خطورة خروج المرأة للعمل أيا كانت ظروفها وان عليها الالتزام بان تقر في منزلها درءا للفتن وكأن المرأة بجميع فئاتها العمرية ابتداء من المراهقة وحتى الشيخوخة وبكل مستوياتها التعليمية.. حتى وان كانت متمسكة بدينها وخلقها فيروس (خطير) يخشى منه على المجتمع!! فياللعجب!! توضع قضايا نسائنا وفتياتنا في آخر الأجندة وتقدم الأمور السطحية للمناقشة والمعالجة!!