ذكرت صحيفة نيويورك تايمز امس الاحد أن إدارة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش طالما تحدثت عن أن إيرادات النفط العراقية يمكنها أن تمول معظم عملياتها لاعادة إعمار عراق ما بعد الحرب رغم أن لجنة عمل أمريكية حذرت من صناعة النفط في العراق تضررت كثيرا من سنوات الحظر التجاري. وجادل البيت الابيض بأن النفقات الامريكية على إعادة الاعمار في العراق ستكون منخفضة وذلك في إطار ترويجه للحرب أمام الرأي العام الامريكي. وعلى سبيل المثال أعلن نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني يوم سقوط بغداد في إبريل الماضي أن بإمكان العراق أن يضخ ثلاثة ملايين برميل من النفط في اليوم بحلول نهاية هذا العام. ومع ذلك تبين للجنة الحكومية التي بدأت العمل في الخريف الماضي في وزارة الدفاع في إطار التخطيط للحرب أن العراق كان ينتج أقل من 4.2 مليون برميل يوميا قبل الحرب. وأضافت في تقرير بحجم كتاب إن قدرات العراق على إنتاج النفط تدهورت بنسبة 25 في المائة بسبب العقوبات التجارية حسبما نقلت الصحيفة عن أعضاء اللجنة والسجلات العامة. والآن تشير الادارة الحالة المزرية لصناعة النفط العراقية إلى العقوبات التجارية مثلما ذكرت اللجنة وكذا إلى أعمال التخريب كأسباب رئيسية للارتفاع الهائل لنفقات إعادة الاعمار التي تتحملها الولاياتالمتحدة. ويسعى البيت الابيض الآن إلى الحصول على 20 مليار دولار من الكونجرس لتغطية نفقات إعادة الاعمار في العراق خلال العام المقبل. جاء طلب الميزانية هذا بعد أن كان مسئولو الادارة قد أعلنوا في وقت سابق من العام ان من الممكن للنفط العراقي أن يدر ما بين20 مليارا و30 مليار دولار خلال عام. لكن بول بريمر رئيس الادارة المدنية الامريكية في العراق قدر مؤخرا أن مبيعات النفط العراقية ستصل إلى 35 مليار دولار في الفترة من النصف الاخير من العام الجاري إلى عام 2005 أو ستحقق ما معدله نحو 14 مليار دولار في العام. ويواجه بوش انتقادات متزايدة بأنه بالغ في إظهار الحاجة إلى الحرب بقوله إن العراق يملك أسلحة دمار شامل ويجري اتصالات مع الارهابيين ويشكل خطرا وشيكا.