بعد يوم الخامس عشر من اكتوبر من كل عام يوما ليس ككل الايام بالنسبة للاخوة والاحبة من المعاقين بصريا في دول العالم اجمع فهو اليوم العالمي للعصا البيضاء والذي يتناول فيه كل ذي مسئولية واهتمام وكافة الجهات ذات العلاقة دلالات الاحتفال بهذه المناسبة العالمية. ان مناسبة العصا البيضاء من الاهمية بمكان الاحتفال بها باعتبارها مناسبة هادفة يتم التأكيد من خلالها على ضرورة تقديم مكتسبات جديدة لذوي الاعاقة البصرية خصوصا وان اكثر من 22 سنة مضت على أول احتفال بالعصا البيضاء. اذا نعود الى الاجتماع الذي عقده الاعضاء الفخريون في المجلس الاعلي لرعاية المكفوفين في باريس عام 1980 م وبعدها اعلن عن قيام الاتحاد للمكفوفين بدلا من المجلس العالمي في عام 1984 م واقر استمرار العمل بالاحتفال بهذا اليوم ليكون تذكيرا بالمكفوفين وبث التوعية في أوساط الشباب , وقائدي السيارات ورجال المرور لمد يد المساعدة لهم. ان من معاني الاحتفال ايضا التركيز على قدرات افراد هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة وامكاناتهم وضرورة دمجهم في المجتمع الدمج الامثل الذي يبدأ بالتهيئة المبكرة ويتطلب الاعداد له بشكل جيد. وان هذه الاعداد لا تعني بالضرورة تأجيل الدمج وعدم المباشرة به خصوصا وان افرادا من ذوي الاعاقات البصرية سوف لن يحصدوا ثماره إذا انتظرنا استكمال الشروط لتطبيقه. ومن هنا لابد لنا من الاشادة في هذا المجال بتجربة وزارة التربية والتعليم التي ساهمت في دمج عدد من ذوي الاعاقة البصرية في مراحل التعليم المختلفة وهم يتابعون دراستهم الآن بكل نجاح عبر ما يسمى ببرامج الدمج بينهم وبين الطلاب المبصرين. كما لا يفوتني ان اشيد بتنامي الاهتمام بذوي الاعاقة البصرية من خلال ادخال التكنولوجيا في مجال تأهيلهم وطباعة المناهج وكذلك القرآن الكريم بطريقة (برايل) وهناك ايضا وسائل الاعلام المختلفة من صحافة واذاعة وتلفاز في أبرز قضايا المكفوفين وطرحها على بساط البحث ونقل وجهات نظر المسئولين والقائمين عليها والتقريب بينها للوصول على افضل الطرق واقصرها للتطبيق الانجح. واختم كلمتي بالقول: (ان العصا البيضا) رمز للمكفوفين ولأحقيتهم في التنقل بحرية والحصول على الدعم والمساندة اللازمين , هذا الحق الذي ينبغي الحفاظ عليه وضمانه بتعديل البيئة المحيطة سواء في المرافق العامة أو المباني الخاصة بما يضمن هذا الحق .. اما اليوم العالمي للعصا البيضاء فان الاحتفال به يعني المزيد من تطوير الخدمات المقدمة لهم والمزيد من المكتسبات التي تضمن لهم الحق في التعليم والتأهيل بعيدا عن بعض المهن أو مجالات التعليم التي الصقت خطأ بهم وكأنه لم يعد هناك وظائف غيرها تسند لهم. ان اليوم العالمي للعصا البيضاء يشمل رمزا للتضامن مع هذه الفئة وهو دعوة للتركيز على حقوق افراد هذه الفئة في التعليم وتوفير التسهيلات الملائمة لهم لكي يتجاوزوا محنة الاعاقة بالإضافة الى زيادة الوعي المجتمعي بخصوصية افراد هذه الفئة وكيفية التعامل معهم.