لاشك في ان الحوار بين الحضارات منعا لأي تصادم بينها يشكل في جوهره مدخلا مأمونا لتحقيق اقصى مايمكن تحقيقه من سبل التعاون والتفاهم بين الأمم والشعوب تحقيقا لأمن وسلامة البشرية جمعاء، وبالتالي فان الحوار سوف يفضي لابعاد المجتمعات عن اي شكل من اشكال الصراع، ومن ثم فان ذلك سوف يؤدي بطبيعة الحال الى معالجة ظاهرة الارهاب التي تشكو منها المجتمعات البشرية في هذا الزمن الأمرين، وقد نوه مجلس الوزراء الى هذه المسألة في جلسته المعتادة التي ترأسها يوم امس الاول قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حيث اشار المجلس الى اهمية مؤتمر الحوار بين الحضارات الذي انعقد مؤخرا في جمهورية كازاخستان، وكان قائد هذه الأمة حفظه الله وجه كلمة ضافية في المؤتمر اشاد فيها بمبدأ الحوار واهميته في احتواء ظاهرة الارهاب التي لاوطن لها ولاجنسية ولادين ولاثقافة ولاحضارة بحكم انها تعتبر عملا اجراميا معاديا للانسانية ومخالفا لرسالات الله سبحانه وتعالى التي دعت البشر لعمارة الأرض وبث عوامل السلام والأمن في ربوعها ونهت عن قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق وامرت بعدم ترويع وتفزيع الآمنين المسالمين، وتلك الظاهرة الشنيعة مخالفة تماما لتلك المبادئ والأسس التي جاءت بها الرسالات السماوية. والحوار بين الحضارات والثقافات يعد مدخلا طبيعيا لتضييق فجوات الخلاف والتباين وربما الصراع بينها، ويؤدي بالنتيجة الى افضل سبل التفاهم بين المجتمعات البشرية.