تواجه كوداك، حالياً، منافسة شرسة نتيجة ظهور جيل جديد من كاميرات التصوير الرقمي، الذي يعتبر نقلة كبيرة في عالم التصوير حيث تقلب كل قواعد التصوير التي أرستها كوداك طوال نصف القرن السابق. فإذا كنت مديراً لشركة كوداك، فهل يمكنك صياغة إستراتيجية تنافسية تواجه بها كوداك هذا التحدي الجديد؟ يمكننا أن نعتبر كوداك إحدى الشركات المحلية (في الولاياتالمتحدة) التي تواجه منافسة شرسة من الشركات اليابانية التي تهدف لاختراق السوق الأمريكية. فكيف يمكن أن تستجيب كوداك لهذا التحدي؟ تمييز ميدان المنافسة على الشركة قبل أن تشرع في صياغة إستراتيجيتها التنافسية أن تميز الميدان الذي ستدور فيه معركة المنافسة. والاختيار الأمثل هنا هو أن يتم اختيار الميدان الذي تتميز فيه الشركة طبقاً لمقدراتها وإمكانياتها الداخلية. فهذا يسهل كسب المعركة التنافسية على الشركة. وكلما سهلت المعركة وكلما اعتمد النصر على عدم إطلاق النار بين المنافسين، كان الكسب أكبر وأقرب وأفضل. إذن فأول ما يجب عمله على كوداك هو تمييز ميدان المنافسة الحقيقية بينها وبين الشركات اليابانية. وأول سؤال يطرح لصياغة الإستراتيجية التنافسية لكوداك هو: هل نختار الميدان الذي نتفوق فيه وندافع عنه أم نذهب إلى الميدان الذي يتفوق فيه المنافسون ونحاول إخراجهم منه؟ نظرة على سيناريوهات المنافسة إذا حاولنا تصور نظرة مبدئية لتطور الصراع بين شركة كوداك والشركات اليابانية فسنجد أن: * تحظى الشركات اليابانية بتاريخ طويل من الابتكار والتفوق على الشركات الأمريكية. * تتميز كوداك على منافسيها اليابانيين في الأسعار وليس في الابتكار. يلمح هذان البندان إلى أن قدرة كوداك على منافسة الشركات اليابانية بخوض مجال ابتكار التصوير الرقمي قدرة ضعيفة إلى حد كبير. لذا فمن الأفضل لكوداك أن تتبنى إستراتيجية تنافسية تركز على مزيد من تطوير المجال القائم الذي تتفوق فيه حالياً بدلاً من الانتقال إلى المجال الذي يتفوق فيه منافسوها. إذن يكون الحل الأمثل هو أن تتمسك كوداك بذلك الجزء أو الميدان من السوق الذي تتفوق فيه وتدافع عنه، بدلاً من أن تحاول مبارزة المنافسين في ميدان المعركة الذي يتفوقون فيه. خض المعارك التي تستطيع كسبها ابتعد قدر إمكانك عن استنفاذ ذخيرتك ومواردك في معارك لا فائدة منها. فتصور مثلاً جيشاً يذهب إلى المعركة فيجد أمامه جبلاً فيقرر أن يقذفه بكل الذخيرة والقنابل ثم يجد أسوداً ونموراً وحيوانات متوحشة فيقرر أن يقتلها قبل أن يشتبك في المعركة مع جيش الأعداء. وبهذه الطريقة يستنفذ ذخيرته في تمهيد الطريق أمام العدو لمهاجمته بعد أن نفذت منه كل ذخيرته في محاربة الجبل والحيوانات المتوحشة. لتوقي الدخول في حروب لا فائدة منها على الشركة أن تميز عدوها (منافسها) الحقيقي وتركز عليه، بدلاً من أن تشتت مواردها في حروب متعددة. وسائل التمييز غالباً ما يأتي المنافسون إليك محملين بأساليب جديدة وفنون إنتاجية لا قبل لك بها. لذا فمن اللازم دراسة طرق تسلل هذه الوسائل الجديدة إلى السوق وتقدير درجة نجاحها لدى المستهلكين والموردين. فنجاح المنافسين وأساليبهم الجديدة يتم على عدة مراحل ولا يتم مرة واحدة. لذا يمكنك بتتبع هذه المراحل أن تميز تحولات المعركة وتطوراتها لصالحك أو لصالح الخصم، كما يلي: مراحل النجاح أو الفشل يحدث نجاح المنافسين عبر ست مراحل هي: 1- بداية دخول السوق المحلي. 2- دخول السوق المتخصص للسلع البديلة لسلعتك. 3- التسويق للمستهلكين. 4- تحول المستهلكين. 5- الاشتباك في حرب تنافسية مع الشركات المحلية. 6- إزاحة الشركات المحلية من السوق المحلي. يجب على الشركة المحلية قياس درجة تقدم - أو تأخر - المنافس الدولي في كل مرحلة من هذه المراحل، وهذا يعكس درجة قابلية السوق لإنجاح أو إفشال المنافس الدولي. من الأفضل وضع هذه البنود الستة في جدول وتحديد درجة لكل بند يوضح درجة تقدم أو تخلف المنافس الدولي فيه.