ان اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ليس مجرد ذكرى او حدث تاريخي عابر كبقية الاحداث. بل هو ملحمة طويلة انطلقت منها سيرة النور والاشراق ومعاني الخير والفلاح فالملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عندما عزم الامر على توحيد البلاد وانتشالها من براثن الجهل والفساد لم يكن سلاحه العدة والعتاد بل قوة الايمان الصادق بربه فتحقق له ما شاء بتوفيق الاله فكان الغيث من السماء.. وحد البلاد وعم الرخاء وقضى على الفساد وتبدل الحال في صورة تشبه المعجزة لمن عرف تاريخ العصور البشرية. لاشك في ان حياة الشعوب فواصل تاريخيه تكون مبعث فخرها واعتزازها لكن ما حققه البطل عبدالعزيز ال سعود كان من اعظم ما سيرصده التاريخ وليس في ذلك مبالغة لان من يعرف حال هذه الارض قبل توحيدها وما كانت عليه من خوف وتناحر وقسوة عيش سيدرك معجزة هذه النقلة الهائلة التي شهدتها بلادنا. وعبدالعزيز يرحمه الله لم يكن في خلده حب الاستيلاء والسيطرة بل كان هاجسه الرغبة الشديدة نحو ارساء دعائم الايمان والحق والمثل النبيلة والسامية في حياة الانسان وكانت توجهاته تنطلق نحو بناء الفرد نفسه. قبل بناء المدن فاخرجه إلى صروح العلم والمعرفة والقيم الرفيعة وجعل منه عنصرا هاما يسهم بفكره وعمله في بناء بلده ودعم مسيرتها الخيرة وبقدر حسن المقاصد تم نيل الغايات فالمملكة العربية السعودية اليوم هي حاضر مشرق يشع ضياؤه وسط عالمنا المتحضر وابناؤها تفوقوا بمهاراتهم في مختلف العلوم. ولا نملك امام هذا الكنز الثمين الذي خلفه لنا يرحمه الله والذي ستظل الاجيال تحفظه الا الجزاء وان يرحم من بعده ابناءه الابطال سعود وفيصل وخالد الذين ساروا على درب الموحد ومنحوا حياتهم وجهدهم لرفع وعزة هذه البلاد وكان عطاؤهم ترجمة حقيقية لمدرسة الملك عبدالعزيز الفاضلة التي قامت على العدل والصلاح وحملوا الراية من بعده وعملوا بكل اخلاص لوضع المملكة على عتبات الانطلاقة الكبرى مستلهمين قوتهم من كتاب الله وسنة رسوله. ختاما ادعو الله مخلصا ان يحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها وباني نهضتها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله الذي قاد المملكة الى ساحات التقدم والازدهار ومدارج الرقي والرفعة وجعل المملكة بلدا له ثقله السياسي تنظر اليه دول العالم بكثير من التقدير والاحترام لما يتمتع به من حب للخير والسلام وردع للظلم والعدوان فحفظ الله الملك المفدى وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. *وكيل امارة الباحة