مع اقتراب المعارك الانتخابية الامريكية فان مايبدو بديهيا للغاية هو ان بوش الابن سوف يخسر الجولة المقبلة لامحالة ان ظل الوضع على ماهو عليه في العراق, ذلك ان الرأي العام الامريكي لن يصوت لشخصية كانت السبب الرئيسي ومازالت لعشرات التوابيت التي تنقل من بغداد الى الولاياتالمتحدة بما يعيد الى ذاكرة ابناء الشعب الامريكي ضحايا حرب فيتنام, فثمة ارتفاع واضح في الخسائر في صفوف الجنود الامريكيين في العراق بشكل يومي قد يفوق خسائر الحرب الفيتنامية اذا امتد الاحتلال الامريكي للعراق, وسوف يقتنع الناخبون الامريكيون ساعتئذ ان الاسباب التي تدعوهم لاعادة ترشيح رئيسهم الحالي لفترة رئاسية جديدة اضحت واهية للغاية طالما انه تسبب في موت ابناء الشعب الامريكي وموت آلاف من العراقيين دون اسباب وجيهة, لاسيما ان خوضه الحرب في العراق لم يكن شرعيا لافتقار تلك الحرب لموافقة اممية, ويبدو واضحا للعيان ان الأمة العربية قد لاتشعر باسف كبير لسقوط حياة بوش السياسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة ذلك انه قد اتبع اهواء الصهاينة وخطواتهم المتطرفة منذ اليوم الاول لاعتلائه سدة الرئاسة, فقد سمح بتغلغل غير مشهود لشخصيات صهيونية يمينية متطرفة في السياسة اخذت بشكل علني واضح تدعم حكومة شارون الدموية في ارتكاب مجازرها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني من جانب, ثم انها من جانب آخر شجعت الرئيس الامريكي على شن حربه ضد العراق, فالسياسة الخارجية الامريكية الحالية مختطفة من قبل الصهاينة ومصاغة بطريقة تخدم المصالح الاسرائيلية بشكل مباشر, ويبدو ان لجوء البيت الابيض الى الاممالمتحدة للمساعدة في وضع دستور جديد للعراق تمهيدا للانتخابات لن يحسن الصورة الامريكية في اذهان العرب لاسيما ان الرئيس الامريكي غير متحمس لفكرة نقل السيادة الى العراقيين كما انه غير متحمس ايضا لفكرة عقد مؤتمر دولي لتفعيل خطة خريطة الطريق الرباعية, فالفشل لا يلاحق الادارة الامريكية في تحقيق تسوية عادلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين فحسب, ولكنه يلاحقها ايضا في تحقيق افضل السبل وانجعها لتسوية الازمة العراقية التي مازالت هي الاخرى تزداد تعقيدا وتشابكا بمضي الوقت.