كانت عملية الزرع تشرف على نهايتها وكانت كيمبرلي تراسي التي تبرعت باحدى كليتها تعرف انها قد تموت، ولذلك جلست لتكتب رسالة الى ابن شقيقها البالغ من العمر سنتين الذي تبرعت له بالكلية. وكتبت تراسي على الكمبيوتر: اكتب لك هذه الرسالة الان في حال لم استطع ان اخبرك لاحقا. ربما حدث شيء ما خلال عملية الزرع او مرضت لاحقا. كل ما اعرفه انني اردت ان اقول لك كم احبك. وقد عاشت تراسي، وهي ممرضة في الخامسة والاربعين في دايتون بأوهايو، مثلما نجا ابن شقيقها. الا ان العملية لم تكن بالبساطة التي وعدها الاطباء. فطيلة اشهر لاحقة عانت تراسي من التقيوء دون سبب واضح، وتشنجات في البطن والآلام المبرحة في الحوض. ان عددا قليلا من المتبرعين الاحياء يموتون، وليس هناك احصاءات موثوقة عن الاختلاطات الجراحية التي يتعرضون لها. غير ان المعطيات المتوفرة تشير الى ان واحدا من ثلاثة متبرعين احياء، على سبيل المثال، يواجهون اشتراكات، مثل مزيد من الجراحة والبقاء في المستشفى فترة طويلة للتعافي. ولاتوفر برامج زرع الاعضاء عادة للمتبرعين معلومات تفصيلية عن المخاطر، وليس هناك مرجع مركزي يمكن اللجوء اليه للحصول على معلومات غير منحازة ليس فقط عن التأثيرات الجانبية الواضحة، بل عن الوقت المهدور والالم والازعاج والمصاريف. خبير الاخلاقيات الطبية في جامعة الاباما غريغوري بنس اكد على ان تزايد عدد المتبرعين الاحياء يجعل التغيير حيويا اكثر الا انه يخشى ان التبرع الحي اصبح شائعا الى حد ان العائلة والاصدقاء يشعرون بضغط شديد للتبرع اذا كانوا متطابقين طبيا مع المتبرع لهم. ويقول غريغوري: عليك فعلا ان تسأل المتبرع ما اذا كان يدرك ما هو مقدم عليه. لا احد يعرف في الحقيقة. وفيما يتعلق بموت المتبرعين فانه نادر الحدوث ولكنه عندما يحدث يلقى دعاية واسعة احيانا مثل الصحافي الذي توفى في نيويورك سنة 2002 بعد ان اعطى قطعة من كبده لشقيقه. وحملت الوفاة احدى اللجان الاستشارية في نيويورك على التوصية بأشد الارشادات والأسس للتبرع الحي في البلاد، بما في ذلك انشاء سجل وطني للتبرع ووضع قيود تحدد من يستطيع التبرع. وقد سجلت الشبكة الوطنية حتى الان وفاة 28 متبرعا حتى الان بينها خمس حالات نجمت عن التبرع وابتداء من 2002 احتاج 56 متبرعا بالكلى الى عملية زرع كلى بانفسهم لاحقا. وقدر باحثون شاركوا في مؤتمر حول زرع الاعضاء في شهر تموز الماضي ان واحدا من كل ثلاثة متبرعين احياء يتعرضون لاختلاطات طبية، وحوالي نصف الاصابات هي مشاكل خطيرة ربما تحتاج الى عملية جراحية ثانية. وثمة حالات اخرى اخف نسبيا، مثل التهاب الجروح. واكتشفت دراسة واحدة ان 30 في المائة من المتبرعين اضطروا للعودة الى المستشفى. واظهرت الدراسة ان المتبرع النموذجي يبقى في المستشفى عشرة ايام ويحتاج الى التعطل عن العمل شهرين ونصف الشهر، ويحتاج الى شهر آخر للنقاهة والتعافي التام. ورغم كل المخاوف يقول معظم المتبرعين انهم سيتبرعون مجددا لو اتيحت لهم الفرصة لمعرفتهم انهم سينقذون حياة انسان بذلك يقول وار وودز: احيانا اشعر بالاسف لنفسي، ثم افكر بشقيقي واطفاله الثلاثة لايزال والدهم معهم. انني احاول ان اتذكر ذلك ايضا.