ما الذي نعيشه في حياتنا (حب الفضول) بينما هو متعارف عليه في مجتمعنا (اللقافة) والفضول. هو تدخل الشخص فيما لا يعنيه بتاتا. ولكن هناك امورا يستوجب التدخل فيها والتي لا تعد من الفضول بل هي من باب المصلحة العامة التي تدل على ان هناك تكافلا اجتماعيا يعني ان هناك فرقا بين الفضول المحمود والمذموم. ونذكر لك اخي القارئ امثلة على ذلك. اولا: تدخل بعض المصلين بفرض آرائهم على المؤذن والامام في اوقات الصلاة. حيث ان الشخص الفضولي يأمر المؤذن باستعجال اقامة الصلاة في غير وقتها المحدد لها. بما ان كل فرض للصلاة يكون له وقتان محددان للاذان والاقامة، كذلك يأمر الامام بعدم الاطالة في الصلاة للقراءة حيث انها تكون ثقيلة عليهم. بما ان الصلاة تحتاج الى خشوع وطمأنينة. والذي يدل على ذلك: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: عندما اتى اعرابي الى مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام وكان رسول الله جالسا في احد جوانب المسجد. فادى الاعرابي الصلاة. فلما فرغ من صلاته قال له رسول الله أعد الصلاة فلما أعاد الصلاة وكانت مثل التي قبلها. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعد الصلاة فإنك لم تصل: فذهب الاعرابي الى رسول الله فقال له: علمني فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام: (كبر تكبيرة الاحرام ثم اقرأ بفاتحة الكتاب. واعتدل في قيامك حتى تطمئن قائما. ثم اركع واعتدل ركوعا حتى تطمئن راكعا..... الى آخر الحديث) وهذا هو التدخل الفضولي في فرض الرأي بينما ان المؤذن والامام هما المسئولان عن المأمومين وشئون المسجد. فلا داعي ابدا ان نتدخل فيما يقومان به من امر موكل اليهما وهما يقومان به بامانة. واذكر ايضا بعض الامثلة على الصفة المحمودة التي لا تعد فضولا فيما ان البعض يعتبرها فضولا. وهذا لا اساس له من الصحة منها: مثال: احد الطلبة المتميزين في دراستهم حريص على مستقبله بينما لديه زميل من زملائه في الصف مهمل في دراسته وانه لا يبالي بكلام المعلمين في الصف وبعد عدة محاولات للنصح من قبل زميله الحريص عليه لم يستمع اليه. حينها يقوم زميله باخبار ولي امر زميله بذلك الشيء الذي يحصل لولده. وهذا لا يعد فضولا بل يعتبر من الحب. كما قال صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه)، فهذا الحديث شاهد على ان يحب المرء لاخيه ما يحب لنفسه هذا ما اردت الاشارة الى لكي تتضح الصورة للجميع بان ثمة فروق بين الفضول المذموم والمحمود. رزقنا الله وأياك وجميع المسلمين الفقه في دينه. سلطان يوسف السالم