في خطوة أثارت التساؤلات مجددا بشأن أسباب سقوط بغداد .. سلم وزير الدفاع العراقي السابق الفريق الركن أول سلطان هاشم أحمد الجبوري نفسه للقوات الأمريكية من منزله في الموصل أمس ، بعد مفاوضات بين الجانبين عبر وسطاء طلب خلالها هاشم من الأمريكيين شطب اسمه من لائحة المطلوبين ال55 الذين تتعقبهم قوات الاحتلال والتي يحتل فيها سلطان الرقم 27. وقال المتحدث الأمريكي في مؤتمر صحفي بمدينة الموصل إن هاشم مطلوب للموقع المهم الذي كان يشغله وليس لتورطه في أي هجمات ضد القوات الأنغلوأمريكية أو مواطنين عراقيين. وقال مسؤول الرابطة العراقية لحقوق الإنسان داود باغستاني الذي قام بدور الوسيط إن عملية التسليم تمت بالتنسيق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني، وإن قوات الاحتلال الأمريكي نقلت هاشم إلى بغداد باحترام كبير بعد أن تسلمه قائد القوات الأمريكية في الموصل الجنرال باتريوس وجلس مع كل أفراد عائلته.. مشيرا إلي ان القوات سوف تعامل هاشم معاملة حسنة وليس كمجرم هارب بل كوزير سابق واكدت مصادرنا انه سيكون هاشم مركزا هاما بين صفوف الجيش العراقي الجديد وانه سيشرف على تدريب الجيش العراقي الجديد . واكدت المصادر ان وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم احمد كان على رأس قائمة من كبار الشخصيات العسكرية الذين حاولت واشنطن استمالتهم قبيل الحرب على العراق . وكانت الاتصالات السرية التي تمت بتنسيق كامل بين وكالة الاستخبارات المركزية وبعض الشخصيات العراقية المعارضة التي كانت بالخارج قد نجحت في اقناع عدد من كبار الضباط بالتعاون مع القوات الامريكية ، ونقلوا بعد انتهاء الحرب خارج العراق . وتشير الأنباء الي عدم قصف القوات الامريكية لوزارة الدفاع العراقية طيلة فترة الحرب وعدم تدمير هوائي بث التلفزة العراقية خلال المؤتمرات الصحفية لسلطان هاشم الي ان الخطة كانت تقضي بأن يسهل هاشم غزو العراق للحفاظ على البنية التحتية ، وتسيلم بغداد بدون مقاومة ولكن مخططي الحرب في واشنطن فضلوا عدم الابقاء على أي من رموز النظام السابق . وقد تضاربت الانباء بان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد اقاله من منصبه ابان الحرب الأمريكية على العراق للتخلص من النظام العراقي . ويحمل سلطان هاشم أعلى الرتب العسكرية في الجيش العراقي السابق باستثناء مشير التي يحملها صدام حسين رغم عدم دخوله أي كلية عسكرية . وأوضح باغستاني في مؤتمر صحفي بالموصل إن القوات الأمريكية تعهدت بمعاملة خاصة ومميزة لهاشم، مشيرا إلى أن هناك فترة زمنية للتحقيق معه حيث قال قائد باتريوس إنه يتطلع أن يفيد هاشم أهالي الموصل. وأكد باغستاني أن تسليم هاشم ليس وراءه ثمن سياسي أو مادي. وقال المحلل السياسي د. ظافر العاني إنه ليس هناك مغزى كبير لتسليم سلطان فهو منذ يوم التاسع من أبريل الماضي موجود في بيت بالموصل وهناك مفاوضات لتسليمه. الفريق سلطان هاشم خلال أحد المؤتمرات الصحافية صورة هاشم ضمن أزراق اللعب التي نشرتها أمريكا للمطلوبين