يلقي التقرير السري الذي أعده عدد من كبار المسئولين الضوء على أسباب ما يحدث من تدهور في العراق ، ويقول التقرير إن الإعداد لمرحلة ما بعد صدام حسين كان إعدادا متهورا وملئ بالعيوب ، وقد أعد التقرير من حوالي شهر وذكر أن عملية البحث عن أسلحة دمار شامل تم التخطيط لها في مرحلة متأخرة مما جعل الأمر يبدو مستحيلا للقوات الأمريكية أن تنجز هذه المهمة بفاعلية ، وقد اعد هذا التقرير تحت عنوان الدروس الإستراتيجية المستفادة من عملية تحرير العراق وختم على هذا التقرير بأنه سري . ويوضح التقرير كيف أن الرئيس الأمريكي بوش اعتمد الخطة الإستراتيجية للحرب على العراق في أغسطس العام الماضي أي قبل 8 أشهر من إلقاء أول القنابل على العراق وقبل 6 أشهر من طلب الولاياتالمتحدة من مجلس الامن الدولي والأممالمتحدة تفويض بالحرب .. وهو التفويض الذي لم تحصل عليه أبدا ، ومن المعلومات التي يقدمها التقرير اعتراف نائب سكرتير الدفاع بول ولفويتز ومستشار الأمن في البلاد ريتشارد ارميتاج خلال الأسابيع القليلة الماضية . بفشل الإدارة في التوقع بوجود حرب عصابات ضد القوات الأمريكية في العراق ، والنتيجة ان أنصار صدام والمحاربين الأجانب قتلوا أكثر من 60 جنديا منذ أول مايو عن طريق تلغيم الطرق أو إطلاق قذائف يدوية ، وأوضح أيضا كيف ان البنتاجون لا يستطيع في الوقت الحالي أن يرسل قوات جديدة للعراق خلال عام 2004 حتى تنتهي القوات من تناوبها الدولي في مناطق اخرى من العالم . ويرى التقرير إنه لم يحصل مخططو هذه الحرب على الوقت الكافي ليضعوا سويا مخطط عمل جيدا للمرحلة الثانية في الحرب وهي إعادة إعمار العراق .ومن الجدير بالذكر أن التقرير لم يقدم أي أسماء للأفراد بعينهم ، ويقول ان حقيقة الأمور هي ان البنتاجون لم يعتني بوضع خطط خاصة بشأن اعادة البناء في العراق ، واعتمد على ما لديه من خبرات سابقة في هذا الشأن ، ومن ثم لم تكن هناك أي أفكار مسبقة عن كيفية مقاومة العنف المتزايد ضد القوات الأمريكية .ويقول التقرير إن عمليات البحث الداخلي عن أسلحة الدمار الشامل والتي قامت بها الفرق العسكرية الأمريكية لم تسفر عن التوصل لأي أسلحة في المواقع التي حددتها وكالة الاستخبارات والوكالات الأمريكية الأخرى قبل الحرب ، مما جعل البنتاجون يستبدل فرق البحث هذه بمجموعات عراقية لها خبرة سابقة في البحث، وتولى قيادة مجموعة البحث الجديدة المفتش السابق على الأسلحة لدى الأممالمتحدة ديفيد كي . ويقول التقرير ان مخطط الحرب كان ضعيفا وفقيرا لأن إزالة أسلحة الدمار الشامل على نطاق واسع كانت مهمة جديدة ، وخطوات التخطيط والتطبيق لها لم تكن واضحة ، وقال المتحدث باسم البنتاجون أمس إننا دائما ما ننظر للأشياء بدقة وعمق ومن ثم نجد الطرق للتحسين والقيام بالأفضل ، وان العراق ليس استثناء من طريقة عملنا هذه كما أعد التقرير جدولا زمنيا للأحداث منذ 11 سبتمبر التي قادتنا للحرب ، ويقول الجدول إنه يوم 29 أغسطس 2002 أقر الرئيس بوش الأهداف والإستراتيجيات لحرب العراق ، وبعدها ب3 أشهر بدأ البنتاجون في إعداد تدريبات واختبارات متسلسلة لمعرفة ما إذا كانت القوات الأمريكية ستفوز في العراق ، وتقيم العقبات الأخرى التي تهدد الولاياتالمتحدة مثل كوريا الشمالية ، وتم إعداد 6 مهام رئيسية للنجاح وبدأت الإختبارات النهائية للمعركة من 4إلى 5 أكتوبر . ويقول التقرير أيضا انه كان هناك وجود اتصال خاص ومباشر من الأجهزة الأمريكية مع إسرائيل بشأن خطط الحرب ، وإنه تم إرسال خطة الحرب لدولة إسرائيل في منتصف فبراير .. كما بدا مركز قيادة الحرب في تبادل المعلومات وفي النهاية يعطي التقرير تقييما لما تم إنجازه في هذه الحرب .. فأعطى أقل الدرجات للقصور في التوقعات والاحتياجات وأوصى بحاجتنا لتعويض كل ذلك من خلال مبادرة جديدة وتندرج تحت هذا التقييم خطة ما بعد الحرب وأسلوب البحث عن أسلحة الدمار الشامل والخلط الذي اتبع في المهام وطريقه نشر القوات في المنطقة والحاجة لقوات إضافية . وجاء في المرتبة الثانية من هذا التقرير الأمور المتعلقة بالشئون العامة وقوات العمليات الخاصة وإيجاد الأهداف الملغمة وهي أمور لم تكن سيئة ولكن تحتاج لتحسين . وأعطى التقرير أعلى الدرجات للخطة التى نفذت فى افغانستان حيث وجدت لائحة دقيقة ومحددة مسبقا بالاهداف التي يتم ضربها ، أما في العراق فقد جاءت الأوامر بأن تقوم القيادة في العراق بضرب جميع الأهداف التي تراها هي حسب الظروف أو الأهداف الأخرى التي قد تظهر عند بدء العمليات دون التقيد بقائمة أهداف محددة كالتي تم إعدادها في أفغانستان. اليابان تايمز