نفى مصدر أمني بوزارة الداخلية أن يكون الحريق الذي شب بسجن الحاير أمس الاول قد التهم السجن كما تردد بل ان المأساة نتجت عن اختناق النزلاء جرّاء الأدخنة وقد تمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق قبل أن ينتشر في المكان مؤكداً أن رجال الإطفاء استطاعوا إخلاء جميع نزلاء العنبر رقم 19 في وقت وجيز.وأشار المصدر الأمني الى أن جميع نزلاء "الإصلاحية " تتنوع جرائمهم بين سرقات، وقضايا أخلاقية، وقضايا مخدرات، وجرائم قتل ويقضون أحكاماً مختلفة في 19 عنبراً تختلف سعة كل منها عن الأخرى.والعنبر رقم 19 في سجن الحاير أو ما يطلق عليه مسئولو السجون (إصلاحية الحاير) هو العنبر الذي شهد كارثة حريق ظهر أمس الأول الاثنين التي خلفت وراءها 67 قتيلا و 23 مصابا وهو الأحدث في عمر السجن والذي يقع على مساحة إجمالية تقدر ب 150 ألف متر مربع في أقصى جنوب العاصمة الرياض. والعنبر19 الذي لم يتجاوز عمره 6 سنوات وتصل طاقته الاستيعابية إلى 250 سجينا وقال مصدر أمنى ان نزلاءه في يوم الحريق كانوا أقل من ذلك بكثير ولم تتجاوز أعدادهم 160 سجيناً وكان معظمهم في المصلى الداخلي للعنبر يؤدون صلاة الظهر عندما حدث حريق مفاجىء بجانب غرفتين من غرف العنبر ثم أخذ الدخان ينبعث ويتسلل إلى دهاليز العنبر وبدأ تساقط الضحايا اختناقاً وليس احتراقا. ويعود اسم (الحاير) إلى قرون قديمة من تاريخ الجزيرة العربية وجاءت التسمية حسب الروايات التاريخية إلى كثرة الحروب في تلك المنطقة وغزارة الدماء في المعارك التي تنشب بين القبائل حيث "يحير" الدم في تلك الأرض المنخفضة لكثرته. 23 جريحاً و67 قتيلا وعلمت (اليوم) أن قوات الامن تواجدت بشكل مكثف في كل من مستشفى قوى الأمن الداخلي ومستشفى الإيمان في الرياض لحراسة جرحى حريق سجن الحائر الذين بلغت أعدادهم 23 جريحاً وفقاً لآخر المعلومات التي توصلت إليها بشكل مؤكد من مصادر مسؤولة في الشؤون الصحية بالرياض. وبينما تتواجد قوات أمنية لحراسة الجرحى في المستشفيين فان جهات أمنية متعددة أخرى تعكف في إجراء تحقيقات دقيقة لمعرفة ملابسات حادث الحريق الذي خلف 67 قتيلاً كانوا من نزلاء السجن الذي يقع جنوبي العاصمة. طائرات الإنقاذ وذكرت مصادر طبية أن 3 طائرات إنقاذ تابعة للدفاع المدني كانت قد ساعدت في نقل ثمانية من الجرحى إلى مستشفى قوى الأمن من بين ال 23 الذين استقبل منهم نفس المستشفى 15 جريحاً في الوقت الذي أُدخل فيه 8 آخرون إلى مستشفى الإيمان الذي يقع بمقربة من موقع الحادث وشارك في عمليات نقل المصابين إلى المستشفيين 38 عربة إسعاف تم استنفارها من مستشفيات حكومية وأهلية ومن الهلال الأحمر. وأكدت نفس المصادر الطبية أن معظم ضحايا الحريق لم يتوفوا حرقاً بل لقوا حتفهم جرّاء الاختناق بالأدخنة التي عمت عنابر السجن الكبير. كما أكدت المصادر نفسها أن الحريق حدث في الساعة الواحدة ظهراً وهرعت إلى المكان فرق كبيرة من الدفاع المدني والهلال الأحمر للمشاركة في إخماد الحريق وإنقاذ المساجين وأعلنت المديرية العامة للشؤون الصحية في الرياض خطة الطوارئ الخاصة بالكوارث واستنفرت الاستعدادات الطبية لإخلاء وعلاج المصابين وشارك في العملية 15 فرقة طبية و 38 سيارة إسعاف وتم نقل 8 من المصابين إلى مستشفى الإيمان و18 منهم إلى مستشفى قوى الأمن. وكان صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية قد امر بتشكيل لجنة للوقوف على مسببات الحريق وسوف تعلن نتائج التحقيق فيما بعد. رجال الشرطة داخل السجن المحترق موقع الحريق بالعنبر رقم 19