رفع الله شأن العلماء وحث على طلب العلم وامتن على الإنسان وعلمه مالم يكن يعلم قال تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) فالعلم حياة والجهل موت وحينما ينتشر العلم وتعم القراءة ينتفى الجهل . ==1== ففز بعلم تعش له أبداً ==0== ==0==الناس موتى واهل العلم أحياء==2== وكفى بالعلم شرفاً أن أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرأ) وأعظم منة من منن الله على رسوله أن تولى رب العزة تعليمه : (وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) وقد سهل الله ويسر الطريق لطالب العلم واثنى عليه وأنزل رحماته عليه رضا بما يصنع (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب).==1== عليك بالعلم لا تطلب له بدلا==0== ==0== وأعلم بأنك فيه غير مغبون العلم يجدي ويبقى للغنى أبدا==0== ==0== .. والمال يغنى وإن أجدى إلى حين==2== وحكومتنا الرشيدة حفظها الله تعالى وسدد خطاها أولت العلم والتعليم جل اهتمامها وجندت له معظم طاقاتها ورعته حق رعايته فانتشر العلم في ربوع الوطن على خير ما يرام . ونحن الآن إذ نستقبل العام الدراسي الجديد حيث فتحت المدارس والمعاهد والجامعات أبوابها على اختلاف مراحلها وتنوع تخصصاتها واستقبلت أفواج الطلبة بعد أن أخذوا حظا من الراحة وهم الآن يقبلون بشغف على نهل وتلقى المعرفة لذا يستوجب منا أن نصنع بين أيديهم هذه التوجيهات والإرشادات لعل الله أن ينفع بها فلنقرأ أولاً قول الشاعر: ==1== أخي لن تنال العلم إلا بستة ==0== ==0==سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ==0== ==0==وصحبه استاذ وطول زمان ==2== وقال آخر ==1== بتسع ينال العلم قوت وصحة ==0== ==0==وحرص وفهم ثاقب في التعلم وحفظ دروس للعلوم وهمة ==0== ==0==وشرخ شباب واجتهاد ومعلم ==2== وكأن شعراءنا رسموا لوحة فنية جميلة لأسباب تحصيل العلم وطلبه ولا يأتي هذا التحصيل إلا بالمعاناة الجادة والرغبة الأكيدة ورسم الهدف فينبغي على طالب العلم أن يوقر معلمه ويحترمه ويعرف له حقه ويحفظ درسه ويتأدب بأدب العلم فلا يرفع صوتاً ولا يؤذي أحداً من زملائه أو يقطع عليه تفكيره وأن يراعي للوقت حقه فلا يضيعه سدى ويؤدي واجباته وإن يتابع دروسه بالمراجعة اليومية الجادة فلا يؤجل عمل اليوم إلى الغد كما أن على الطالب أن يحافظ على ممتلكات مقر علمه ومكان درسه ويعتبرها عهدة في ذمنة. ومن الأمور التي يجب أن لا تغفل كذلك في عملية التعليم مهارات الطالب الذهنية والقدرات الحسية واكتشافها في إنجاح العملية التعليمية. ولاشك أن المدرس هو القدوة والأسوة الحسنة لطلابه على أن يكون طليق الوجه حليماً صبوراً مترفعاً عن سفاسف الأمور ومبتذل الكلم فهنيئاً لطلاب العلم بعامهم الدراسي الجديد .