في مواجهة سلسلة احتجاجات دولية أعلنت إسرائيل أنها لا تعتزم على الفور تنفيذ قرارها التخلص من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم للصحافيين في القدسالمحتلة أن قرار الحكومة ليس معدا للتطبيق الفوري. لكن شالوم المؤيد لإبعاد عرفات، قال أن الرئيس الفلسطيني يشكل برأيه عقبة أمام السلام . وأضاف طالما بقي عرفات في السلطة لن يكون هناك فرصة للسلام مع الفلسطينيين . وأثار قرار الحكومة الأمنية الإسرائيلية الأسبوع الماضي بالتخلص من عرفات المحاصر منذ 21 شهرا في مقره في رام الله، موجة احتجاج كبيرة في العالم وبين الفلسطينيين الذي عبروا عبر تظاهرات حاشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة عن تأييدهم للزعيم الفلسطيني. وخفف شالوم بذلك من التصريحات الشديدة اللهجة التي عبر عنها ايهود اولمرت، الرجل الثاني في الحكومة، بتأكيده أن إسرائيل تحتفظ بالحق في قتل عرفات إذا لزم الأمر. وقال اولمرت، رئيس الوزراء بالوكالة ووزير التجارة والصناعة لمحطة سي ان ان ، كم مدني ينبغي أن يقتل بعد قبل أن يأتي أحد ويقول لنوقف الرجل المسؤول عن كل هذا. وردا على هذه التصريحات قال مسؤول فلسطيني رفيع أن القيادة الفلسطينية تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، مؤكدا أن أي محاولة لتصفية عرفات ستكون خطأ فادحا . وفي حديث مع فرانس برس، قال وزير الدولة للشؤون الأمنية في الحكومة المستقيلة محمد دحلان لوكالة فرانس برس لا نأخذ تصريحات إسرائيل على محمل الهزل. إسرائيل تريد (تصفية عرفات) وتتحين الفرص من اجل أن تنفذ ذلك . وأكد دحلان على هامش اجتماع شارك فيه عدد من الوزراء برئاسة محمود عباس أبو مازن في مكتبه بغزة انه يجب أن يؤخذ السلوك الإسرائيلي على محمل الجد وان توضع الخطط اللازمة لتوفير شرعية دولية اكبر وحركة شعبية اكبر لمساعدة الرئيس عرفات . وشدد دحلان على أن إسرائيل تدرك وليست غبية أن الاعتداء على حياته (عرفات) أو إبعاده قد يفتح بابا كبيرا للصراع الدموي ولن يكون هناك أمل لعودة عملية السلام موضحا أن إسرائيل ترتكب خطأ فادحا سيضر بمستقبل وأمن الشعب الإسرائيلي قبل أن يضر بالشعب الفلسطيني . ورأى وزير الشؤون الخارجية في الحكومة المستقيلة نبيل شعث أن تصفية عرفات جسديا أو إبعاده عمليا إلى الخارج سيؤدي بالتأكيد لحصول كوارث كبرى في المنطقة بأسرها . ودان شعث إجرام وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز اليومي الذي يتحدث وكأنه فعلا رجل عصابات محترف قاتل (..) عن إجراءات قتل الرئيس الدستوري المنتخب من شعبه والمعترف به عالميا . ومن جانبه، حذر أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي الذي تعتقله إسرائيل، من إبعاد عرفات، مؤكدا أن مثل هذا الإجراء سيشكل ضربة قاضية لعملية السلام، بحسب ما أفاد أمس الاثنين بيان صادر عن الجمعية التي تقود حملة للإفراج عن البرغوثي. ونقل بيان الحملة عن مسؤول فتح قوله أن القرار الإسرائيلي المبدئي بالتخلص من ياسر عرفات يعكس إفلاس حكومة الاحتلال . وأضاف أن الرئيس عرفات هو الرمز التأريخي للشعب الفلسطيني الذي انتخبه ديموقراطيا ، مشيرا إلى أن النيل منه سيقضي على ما تبقى من آمال في سلام عادل في المنطقة . ولا يزال القرار الإسرائيلي يثير موجات غضب يتم التعبير عنها في تظاهرات حاشدة كما حدث أمس في جنين، بشمال الضفة الغربية، حيث تجمع آلاف من الطلاب والناشطين تأييدا للزعيم الفلسطيني. ونظمت تظاهرات مماثلة في الخليل، جنوب الضفة.