عندما اتصلت بي وحكت لي مشكلتها او بالاصح مشكلة جارة عجوز لها تعرف قصتها المحزنة، وعدتها ان اكتب عنها بعد اسبوع لان لدي قائمة بالمواضيع التي سأتطرق اليها ومنها مواضيع مزمنة. ولكن عندما اعود الى المنزل حيث ابقى وحيدا بعض الوقت افكر في هذه الحياة، اغرورقت عيناي لانني اعجب كيف لا يلين قلب بعض شبابنا، وكيف لا يعرفون قدر (الام) هذه المعجزة الالهية وحمدت الله انني ورغم تقدم العمر مازلت اشعر بالطفولة وانا بجانب امي تنصحني وتخاف علي وتفرح لفرحي وتحزن لحزني وكأنني لم ادخل المدرسة ولم اكبر واتزوج واصبح ابا. للاسف الشديد هناك من لايعرف قيمة الهبة الالهية ولايدرك انها البركة والخير والامان والسعادة، لقد قالت لي هذه الجارة ان عجوزا تسكن بقربهم تشكو من عقوق ولدها وهو اداري في فريق كرة القدم باحد اندية الشرقية (الممتازة) وقد وصل بعقوقه انه رفض ان يأخذ امه للمستشفى حيث موعد علاجها بحجة ان لديه ارتباط بالفريق والنادي، وقبل ذلك ترك امه وابيه وهو الموظف بشركة ارامكو التي تؤمن العلاج للوالدين، تركهما دون رحمة او خوف من الله، وبقيت الام بلا علاج او اهتمام او رعاية. تصوروا اي قلب يحمله هذا الانسان؟! اشك ان لديه قلبا اصلا، واشك ان له عواطف ومشاعر واحاسيس فلو كان لديه ما تصرف بهذا الاسلوب وهذا العقوق. ليته يتخيل لو ان ابناءه عاملوه بالمثل بعد ان يكبر ويشيخ! كيف ستكون ردة فعله وحجم ألمه ومعاناته. اقول لهذا الانسان يا عزيزي كما تدين تدان وانت اليوم في صحتك وعافيتك، وتعتقد ان اولادك هم الاهم ام امك التي حملت بك وهنا على وهن وسهرت الليالي لتربي ونزلت دمعتها عندما تتألم انت وزغردت عندما تزوجت، هذه الام ليس لها مكان في قلبك ووجدانك يا اخي فكر قليلا وليذهب الفريق والنادي بلا رجعة ولتبقى امك في قلبك وان قسى وفي مشاعرك وان تاهت وفي عيونك وان اغمضتها. تذكر يا عزيزي الم امك ووجعها منك وعليك وخف من الله الا يبارك لك في حياتك واولادك وصحتك.. انها الام اجمل ما في هذه الحياة. ولك تحياتي ..