يحاول المنتخب العراقي لكرة القدم الذي انهى امس معسكرا تدريبيا استغرق 3 أسابيع في المانيا اعادة بناء صفوفه وبنياته التحتية اعتمادا على مساعدات خارجية بعدما فقد كل شىء خلال الحرب الاميركية البريطانية على بلاده. وقال مدرب العراق الالماني بيرند ستانغ : لم يبق هناك اي شىء ولا حتى البنى التحتية او ادارة او اتحاد، مضيفا : الملعب الوطني هدم وبات موقفا للدبابات الاميركية. كل التجهيزات سرقت. وتابع ستانغ (54 عاما) الذي عين مدربا للعراقي في نوفمبر 2002 وغادر البلاد قبل الحرب ثم عاد اليها بعد نهايتها، حتى تنظيم مباريات بات مستحيلا بسبب انعدام الامن في البلاد. عادة هناك 50 الف متفرج في كل مباراة ولكن في هذا الوقت كل الاشخاص لديهم اسلحة وبالتالي من الخطر تنظيم اي مباراة. واعترف ستانغ بان كرة القدم ليست لها الاولوية في البلاد حيث هناك مشاكل مهمة جدا اهمها انعدام الامن وغياب الادوية. وأضاف : لكن كرة القدم تشكل جزءا من الحياة اليومية. هل بامكاننا ان نتخيل توقف ممارسة البيسبول لمدة 6 أشهر في الولاياتالمتحدة. ويضاعف ستانغ، الذي لم يتقاض رواتبه منذ يناير الماضي، جهوده لانطلاق الدوري المحلي وضمان اعداد جيد للمنتخب العراق في تصفيات كأس الامم الاسيوية المقررة نهائياتها في الصين العام المقبل. ونجح ستانغ في جمع 120 الف يورو الضرورية لاقامة معسكر تدريبي في المانيا بفضل مساعدة الاتحاد الالماني لكرة القدم والمدينة البافارية الصغيرة باد-فويريشوفن واحدى شركات التجهيزات الرياضية الالمانية وبفضل مداخيل المباريات الست الاخيرة التي خاضها المنتخب العراقي. ويعتبر اللاعبون الفترة الحالية بمثابة ثورة صغيرة، وأكد علي احمد محمد انها المرة الاولى التي نتمكن فيها من اللعب بحرية. وتابع محمد : اللاعبون يبذلون قصارى جهدهم لطي الصفحة بيد ان الوضع في العراق يشغل اهتماماتهم. اننا نفكر دائما في بغداد، مضيفا : اللاعبون ينتظرون بفارغ الصبر العودة الى بغداد للقاء زوجاتهم وعائلاتهم. انهم يعدون الايام. وقال المدافع أحمد كاظم أسد : قبل خوضنا مباراة ضد السعودية خلال تصفيات كأس العالم لعام 2002، تلقينا رسالة من جماعة عدي (نجل الرئيس العراقي صدام حسين الذي كان يرئس اللجنة الاولمبية العراقية وجميع الاتحادات الرياضية في البلاد) يحذرنا فيها بأن كل تمريرة خاطئة سنعاقب عليها. وأضاف : قبل يومين، انفجرت قنبلة موجهة ضد الاميركان على بعد نحو 50 مترا من منزل احد لاعبينا من كردستان العراق وبالتحديد في اربيل، مشيرا الى ان نوافذ بيته وسيارته كسرت، وعانى الامرين للاتصال بعائلته التي ولحسن الحظ لم يصب اي من افرادها بأذى. برغم ان كردستان هي المنطقة الاكثر امانا في العراق. وتابع أسد، المحترف في سوريا، ان هذه الاحداث جعلت اللحمة قوية في صفوف المنتخب المكون من جميع فئات الشعب العراقي العرقية والدينية، وقال : لم يكن هناك أبدا اي مشكلة بين الشيعة والسنة والمسيحيين وحتى اليهود. اننا مثل الاخوة ونحن امة متحدة. ويأمل لاعبو العراق ان يعطوا صورة مغايرة عن بلادهم من خلال كرة القدم، بالاضافة الى ضمان مقعد في نهائيات كأس العالم المقررة في المانيا عام 2006 ليبلغوا العرس العالمي بعد 20 عاما من حضورهم فيه للمرة الاولى والاخيرة في تاريخهم. وقال محمد : اذا خضنا معسكرات تدريبية مثل معسكرنا في المانيا فمن الممكن ان نحقق حلمنا ببلوغ المونديال للمرة الثانية . وكان العراق تأهل الى مونديال المكسيك عام 1986 وخرج من الدور الاول.