تتزايد المخاوف حول وجود يورانيوم منضب ومواد سامة اخرى فى العراق عقب اننتشار سلسلة من الامراض بين افراد القوات الامريكية واكتشاف ارتفاع مستويات الاشعاع بصورة كبيرة فى بعض انحاء بغداد. وافادت الاحصاءات التى حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست ان اكثر من ستة آلاف جندى تم سحبهم من العراق لاسباب مرضية منذ بداية الحرب وقد اصيب نحو 1400 فرد منهم خلال حوادث قتالية وغير قتالية مثل حوادث السيارات مما يعنى ان الغالبية تم اجلاؤها بسبب اعتلالات جسدية او نفسية مختلفة . وذكرت وكالة انباء انتر برس سيرفيس انه فى حين يشكك الخبراء فى وجود سبب واحد لكل هذه الامراض يظل البعض يساوره القلق من عدم توفير الحماية المناسبة سواء للقوات المتمركزة فى العراق او السكان المدنيين من المواد الاشعاعية التى خلفتها الحرب . وقد تصاعدت هذه المخاوف عندما قام احد محررى صحيفة كريستيان ساينس مونيتور بقياس مستوى الاشعاع فى بعض مناطق بغداد التى تعرضت لقصف مكثف من جانب القوات الامريكية حيث اكتشف ان مستويات الاشعاع تزيد بما يترواح بين 1000 و 1900 مرة على المستوى العادى فى المناطق السكنية المجاورة التى يلهو بها الاطفال . ويرجع ذلك حسب احد التفسيرات الى وجود يورانيوم منضب وهو العنصر المتخلف عن تخصيب اليورانيوم وقد تم نقل اكثر الانواع اشعاعا لاستخدامها كوقود نووى او اسلحة نووية . ويشار الى ان ذخائر اليورانيوم المنضب تتبخر لدى ملامستها لتنثر اجساما دقيقة فوق مناطق واسعة والتى تستقر على هيئة غبار يمكن استنشاقه او ابتلاعه . وفى حين لم تصل بعض الدراسات حول آثار اليورانيوم المنضب الى نتائج حاسمة خلصت دراسات اخرى الى انها تزيد من مخاطر الاصابة بالسرطانات لدى الاطفال وتسبب اعتلالات خلقية واضرارا صحية اخرى على المدى الطويل . وخلص تحليل حديث للبيانات المتوافرة قام به برنامج البيئة التابع للامم المتحدة الى ان الغزو الاخير فاقم بشكل لا شك فيه من المشاكل البيئية الخطيرة التى تراكمت فى العراق خلال العقدين الماضيين . وقال متحدث باسم البرنامج لوكالة انباء انتر برس سرفيس ان البرنامج سوف يجرى دراسة ميدانية شاملة بمجرد ان يسمح الوضع الامني.