"رؤية خزفية للطبيعة".. عنوان معرض الدكتورة سمية صالح مدرسة الخزف بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان.. اقيم المعرض بأتيليه القاهرة وشهده عدد غير قليل من الاساتذة والنقاد وطلبة التربية الفنية والمتخصصين. في البداية تقول الدكتورة سمية.. تعتبر الطبيعة من حولنا بما تحتويه من عناصر مصدر الهام للفنان.. يسعى دائماً لاكتشاف جوهر بنائها وتراكيبها ويأتي ادراك الفنان وتذوقه لهذا النظام الشكلي واللوني وما يحتويه من عناصر "عضوية وهندسية" ليستمد منه قيمه الفنية والتشكيلية باسلوبه الخاص والمميز.ومن خلال المعرض يتضح ان الفنانة الدكتورة سمية اهتمت في اعمالها "ال 25" باستخلاص العلاقات الموجودة في الكائنات المائية الطبيعية واعادة صياغتها من خلال رؤية تشكيلية خزفية معاصرة.. تساهم في نمو وتطور فن الخزف. ويتراءى دور الطبيعة وتأثيرها على الفنانة في اخراج بنائيات خزفية تمتاز بليونة التكوين وتنوع الملامس من توريقات وخطوط طولية وعرضية والايحاء الحركي الناتج من الشريحة الملفوفة التي تعطي تموجات وتأثيرات خطية وتشعر المتلقي بامتزاج الخزاف مع خامته واستشعاره للونها الفاتح وقابليتها لتعدد الالوان والتأثيرات والملامس القوية المستوحاة من القواقع البحرية في شكل تأثير ملمس تجريدي يحقق الثراء الفني والتقني للاشكال. قال الدكتور محمد لبيب ندا عميد كلية التربية الفنية بجامعة حلوان ان الدكتورة سمية تسعى بجد إلى استحداث اساليب ومعالجات فنية خزفية مصرية معاصرة مبنية على الفهم الواضح والتجريب العلمي والتحديث في الرؤية لعناصر مختارة من الطبيعة.. وتحول مجموة من الطينات البيضاء والبطانات والطلاءات الزجاجية إلى فكرة ابداعية. يضيف الدكتور ندا ان رؤية الفنان للطبيعة تختلف من عصر إلى آخر طبقاً لمفاهيم كل عصر وما يتيحه من امكانات تكنولوجية وتقنية في مجالات البحث العلمي والتجريب مما ادى إلى استحداث اساليب فنية وتقنيات مختلفة في الخزف.. فلم تعد العلاقة بين الفنان والطبيعة تعتمد على مهارته في تقليد مظاهرها السطحية والشكلية.. ولكن في البحث عن جوهرها البنائي ونظمها وتراكيبها لاستخلاص نظم وتراكيب وعلاقات شكلية جديدة ومبتكرة. وتوضح اعمال الدكتورة سمية مدى نجاحها في دارسة القوانين البنائية لمجموعة من العناصر والاشكال الطبيعية المختارة.. بنظرة فاحصة من فقه للعلاقات الشكلية لهذه العناصر والمنطق البنائي الذي يحكم تكوينها .. وجربت بنجاح اعادة صياغتها في مجموعة مختارة ومنتقاة من الطينات البيضاء والبطانات والطلاءات الزجاجية بحثاً عن الجديد والمبتكر في الخزف.. فخرجت بمجموعة من الاعمال الفنية تحققت فيها القيم الجمالية والتشكيلية في اكتمال ووضوح ومعالجات تكوينية وبناءية مثيرة واجادت الدكتورة سمية الصياغة الشكلية ومعالجة اسطح الاعمال لتحقيق حركة ايحائية وابداعاً متميزاً يمثل اضافة جيدة وجديدة في فن الخزف المصري المعاصر. اما الدكتور السيد محمد السيد فيقول.. تتوافر في الطبيعة الكثير من النظم الجمالية التي تعتبر نظاماً لكل الكائنات الحية.. ومن هذه النظم يستخلص الفنان اعماله مراعياً ما تحتويه الطبيعة من قوانين التوافق والايقاع والتنوع بين مفرداتها مع توافر نوع من النظام والوحدة للربط بين عناصرها. والدكتورة سمية تسعى في محاولة جادة للكشف عن القوانين البنائية والعضوية للطبيعة واستثمار تلك النظم في صياغة لاعمالها الخزفية والوصول بها إلى علاقات عضوية جمالية تحمل قيما تشكيلية خاصة بالخزف وما يصاحبه من تقنيات بنائية ومعالجات سطحية مكملة للبناء الجمالي للشكل الخزفي وتستفيد الفنانة الدكتورة سمية صالح من الشكل العضوي للكائنات الحية المائية والشكل المخروطي لتحقيق رؤية خزفية جديدة تتميز بالجدة والتفرد والحيوية.. وهي فنانة تشكيلية متميزة ولديها حساسية عالية في استخدام الطين لتعبر عن افكارها في علاقات تشكيلية جمالية توضح رؤية بصرية مميزة. والدكتورة سمية صالح من مواليد الاسكندرية.. حاصلة على بكالوريوس التربية الفنية عام 1977 بتقدير امتياز وعام 95 حصلت على ماجستير التربية الفنية ثم حصلت على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية الفنية "تخصص خزف" عام 2000 ونالت عنها جائزة افضل الرسائل العلمية في مجالات الفنون عام 2002 بجامعة حلوان. رؤية خزفية للطبيعة