قدمت الباحثة التشكيلية الدكتورة نورة بنت ناصر النهاري دكتوراه الفلسفة في التربية الفنية - تخصص رسم وتصوير؛ حلولاً تشكيلية معاصرة عن طريق رؤيتها الفنية الخاصة للطبيعة، وذلك عن طريق تأمل النظم الداخلية التي تكشف عنها المجاهر المتطورة، ولكن بالتعلق بدلالاتها وإيحاءاتها، وكان ذلك التعلق من خلال العلاقات الخارجية الأكثر إثارة وإيحاء لتعدد المظاهر التي يمكن عزلها عن الشكل، كمجال للتفكير التجريدي الإبداعي الواعي بأهدافه وأساليب تحقيقها تشكيليا، وذلك من خلال تعميق النظرة إلى الجوهر الكامن الذي من شأنه إيجاد الأشكال والعلاقات معبرة عن قيمة معينة تتميز بالعمومية والشمول، وصلت إليها بعمليات فنية مختلفة كالتلخيص والحذف والتعديل ، التي تساعدها على العملية الإبداعية ومن ذلك يتضح أن الاختلاف الظاهري بين الموجودات الطبيعية لا يعني انفصال النوعيات منها عن بعضها البعض قدر ما يعني أن هناك فيما بين مفرداتها وتفصيلاتها إيحاءات ودلالات تثير مختلف المعاني والمضامين لدى الفنان، في نفس الوقت الذي تعمل فيه تلك المفردات والتفصيلات كستار على الجوهر الأساسي الكامن في العناصر. تقول الدكتورة النهاري:" هذا التنوع الظاهري ما هو إلا مصدر أو مجال خصب تدخل فيه النفس المعكرة لتنتقي الزاوية التي يتحرك فيها السياق الإبداعي على نحو جمالي ممتع بما تلقاه من غموض يتحدى قدرتها على الاكتشاف والتعبير". وقد قامت الدكتورة النهاري بتنفيذ أعمال فنية تحاول من خلالها تقديم حلولاً تشكيلية معاصرة لرؤيتها الفنية للطبيعة، وذلك بتناولها، للنظم الداخلية في جسم الإنسان البشري، وتوظيفها في أعمال فنية جمالية، حيث خلصت في بحثها أن عظم جسم الإنسان، الأنسجة اللمفية، خلايا الكبد، النسيج الطلائي في طبقات جلد الإنسان، الحويصلات الرئوية، عضلات القلب، شريان القلب التاجي، شرايين الرقبة والذراعين، شرايين الدماغ في جسم الإنسان، طبقات الجلد في الإنسان، النخاع العظمي، الأوعية الشعرية الدموية، بويضة، وأخيراً شعرة مكبرة في جسم الإنسان. وحرصت خلال بحثها على إعطاء تلك الوحدات هيئات ومضامين تعبيرية جديدة تحمل العديد من القيم الجمالية، مستخدمة التغيرات البنائية للتصميم من تكرار، وتكبير وتصغير، وتراكب وتماس وتجريد (عضوي وهندسي )، بالإضافة إلى المداخل التي أعتمدت عليها في عملها من تنوع في الخطوط، والتناغم بالظل والنور والاتزان والشفافية والايقاع وتناغم في الألوان ولقد حاولت الباحثة تقديم ظواهر جمالية وتعبيرية على جانب كبير من الحرية الفكرية والتقنية في إعادة صياغة الأشكال المجهرية للطبيعة برؤية فنية تتأكد فيها الخصائص الإبداعية للخيال والتعبير الفني الحر. تكوين مستوحى من ( النسيج اللمفي من أعمال الباحثة ) تكوين مستوحى من شعرة مكبرة في جسم الإنسان تكوين مستوحى من الحويصلات الرئوية لجسم الإنسان تكوين مستوحى من العضلة القلبية في الإنسان تكوين مستوحى من الأوعية الشعرية الدموية