كان من الممكن ان تكون هذه المقالة مجاملة لضيوف بطولة مجلس التعاون الخامسة عشرة للسباحة والتي انطلقت يوم امس الاول الجمعة، لكنني اخذت بمبدأ ان الصديق من صدقك لا من صدقك.. (بتشديد الدال) وعليه فلابد من الحديث عن الامور التي فاجأتني منذ اول يوم من ايام المسابقات، فقد اكتشفت اننا في دول الخليج نغط في نوم عميق ونعيش في وهم خطير، ونعتقد اننا نسير على سكة ستوصلنا لتحقيق آمالنا وطموحاتنا بينما نحن نسلك طريقا لا يحرك ساكنا نحو ذلك الهدف. واذا كنا نعتقد ان باستمرارنا على هذا الطريق سنحقق ميداليات قارية او اولمبية فان علينا ان نغسل ايدينا بالماء والصابون والشامبو وبكل مستحضرات النظافة لان تلك الانجازات لن تحقق بالاماني ودعاء الوالدين وبركة التجمعات الخليجية بل تحتاج الى عمل دؤوب وخطط مستقبلية طويلة وصبر، فالبطل الاولمبي مثلا يحتاج ما بين 3 - 5 سنوات من الاعداد الجيد والامكانات الهائلة والتفرغ التام، وهو امر اجزم اننا في الخليج ابعد ما نكون عنه. وانا اعرف انه في الولاياتالمتحدةالامريكية مثلا تتسابق الجامعات لاستقطاب نجوم الالعاب الفردية حتى لو كان تحصيلهم العلمي اقل من غيرهم، بينما في الخليج مازالت تلك الافكار بعيدة جدا عنا. وعندما اقول انني فوجئت في اليوم الاول للمسابقات فانني اقصد ما شاهدته في بعض السباقات حيث لايشارك فيها الا متسابقان اثنان واحيانا يكونان من بلد واحد. والسؤال اين بقية الدول؟ وماذا فعلت اتحاداتها طالما انها لم تقدم حتى مشاركين فما بالك بالابطال؟ انه امر عجيب وخطير وغير مقبول. نحن لانريد ان تتحول بطولاتنا الخليجية الى مجرد تجمعات شبابية بل نريدها محكا للانطلاق نحو مستقبل افضل للسباحة الخليجية. كما نريدها فرصة لعرض تجارب وخطط الدول المتقدمة في مثل هذه المسابقات. ولا أجد عيبا ان يعترف مسئولو اتحاداتنا بكل جرأة بانهم بعيدون تماما عن صنع مستقبل زاهر لهذه الرياضة. وهو الامر الذي قد يقودنا للطريق الصحيح لنحقق في نهاية المطاف اهدافنا المنشودة وطموحاتنا المشروعة. ولكم تحياتي