غيرت جماعة النصب عبر البريد الالكتروني التي اشتهرت ب (النيجيرية) عباءتها لتواصل احتيالها بشكل جديد وذلك بعد انكشاف امرها وتكرار التحذير من اساليبها في الاحتيال.ورغم ان العباءة جديدة فعلا الا انها لاتخلو من البصمات المعتادة والعناصر الاساسية التي يرتكز عليها هؤلاء النصابون.فلقد اعتاد هؤلاء النصابون عبر رسائلهم التي تصل عبر البريد الالكتروني لرجال الاعمال والتجار الارتكاز على نصب شراكهم في منطقة توتر واضطراب لتختلق قصة مأساوية تستجدي عطف المرسل اليه وبعد استجداء العطف تضع السم في العسل من خلال الاغراء بوجود مبلغ من المال مخبأ في مكان ما لايعلمه أحد الا المرسل اليه (حسب كلام مرسل الرسالة) ولايمكن اخراج هذا المبلغ الا بتدخل من المرسل اليه وسيكون له نسبة كبيرة في اخراج هذا المبلغ وغالبا مايكون هذا المبلغ مخبأ في رصيد في لندن أو احدى الدول ويتطلب اخراجه أو تهريبه مساعدة من متلقي الرسالة من خلال فتح رصيد باسمه في بنك بالخارج وايداع مبلغ فيه كضمان لمرسل الرسالة لحين اتمام العملية وكتابة توكيل عبر محام يدل عليه مرسل الرسالة بحرية التصرف في هذا الحساب تمهيدا لايداع المبلغ المراد تهريبه وبعد هذا التوكيل يختفي المبلغ المودع من قبل متلقي الرسالة ويختفي صاحب الرسالة ويختفي المحامي ويقع متلقي الرسالة ضحية عملية نصب من خلال التوكيل الصحيح قانونا الموقع منه وكأنه اعطى القط مفتاح حظيرة الدجاج. وتمحورت القصص في بداياتها حول الاضطرابات في نيجيريا لذلك حملت الرسائل اسماء ارامل بعض الجنرالات السابقين الذين حكم عليهم بالاعدام أو قتلوا خلال الاضطرابات أو ابناء احدهم طبعا وكلاهما مساكين حسب مايدعي مرسلوها وان هذا الجنرال قد اودع مبلغا كبيرا من المال في احد البنوك في اوروبا وتحديدا لندن والمطلوب هو اخراج هذا المبلغ وتهريبه بعيدا عن السلطات الحاكمة عن طريق شخص طيب وحسن النية يتلقى الرسالة ويصدقها دون ان يكون هناك سابق معرفة بين هؤلاء المساكين ومتلقي الرسالة. وقد انتقل مرسلو الرسائل من اجواء الاضطرابات في نيجيريا لتنصب شباكها في مكان آخر وهو جنوب أفريقيا اذ اخذت الرسائل (المساكين) تأخذ مسميات زوجة أو ابن أو ابنة احد اصحاب الاراضي الزراعظية البيض الذين تعرضوا لمصادرة اراضيهم الزراعية من المواطنين الافارقة بحجة انهم اصحاب الارض الاصليون وطبعا القصة المعتادة وجود مبلغ من المال والمراد من اصحاب النوايا الحسنة مساعدة هؤلاء المساكين في اخراج مالهم. واخيرا اختارت الرسائل الاخيرة أحدث الاساليب في النصب والاحتيال ارضا جديدة لنصب شراكها وحملت هذه المرة (الجمهورية العربية الديمقراطية للصحراء الغربية) حيث يدعي المساكين هذه المرة انهم ينتمون الى وزير سابق وانه يوجد مبلغ من المال يقدر بالملايين ناتج عن صفقات تمت في البرتغال والمطلوب اخراجه عن طريق صاحب النوايا الحسنة والطيبة والجديد ان هذه الرسائل تؤكد انها ليست مثل الرسائل التي ترسل من النصابين في نيجيرياوجنوب افريقا ولبنان ولكنها حقيقية وسليمة والهدف منها هو المساعدة والحصول على مقابل هذه المساعدة. وبلا شك ان هذه العصابات لن تهدأ وتغير جلدها من حين الى حين ولابد من تكرار التحذير تلو التحذير وكشف اساليبهم اولا بأول وقد دأبت كل من وزارة التجارة والصناعة ومجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية على التحذير من هذا النصب والاحتيال.