تشغل المملكة موقعاًعربيا متميزاً من حيث اعداد مستخدمي الانترنت وعدد المشتركين، ويزداد الاقبال يوماً بعد يوم مع دخول الحاسب جزءا من حياة الفرد، ومع هذا التسارع برزت على السطح اسئلة مهمة تنتظر اجاباتها حول هذا العالم السحري فمثلا ماذا عن سلبيات وايجابيات هذه التقنية الفذة ؟ اما اسئلة الاستخدام فتتمحور حول الاحتراف وامكانية تجنب كوارث ومشكلات تصعب الاحاطة بكيفية حدوثها. وثمة تساؤل عن العزلة الاجتماعية التي يدخل دهليزها المستخدمون وفي ذلك تهديد لدفء العلاقات الانسانية المباشرة التي تندثر امام عالم الانترنت السحري . ويرى البعض ان ميول شخصية مستخدم الانترنت تحدد وجهة اهدافه اذ تنبسط امامه مساحة واسعة من حرية الاطلاع والحركة فاما ان يكون سلبيا في خياراته او ايجابيا، وهذه قضية خلافية فهناك كثيرون يخصصون اوقاتا طويلة للهث وراء المواقع "الاباحية" التي تحطم المنظومة الاخلاقية للشباب تحديدا بل وتعد حربا معلنة تهدد النسيج المجتمعي والاسري . وعند الحديث عن الوقت فان الانترنت يفاقم ظاهرة هدر الوقت والتواصل السلبي كما يسهل جرائم الحاسوب في اختراق مواقع افراد ومؤسسات، وعلى الرغم من كون الانترنت مصدرا غزيرا للمعلومات الا ان الأمر يتطلب التعامل معه بقدرة انسانية وحذر كبير ليتسنى التمييز بين الغث والسمين في هذا الكم الهائل من تدفق المعلومات . ويلفت بعض خبراء الشبكة العنكبوتية النظر الى حقيقة ان معلومات الشبكة العنكبوتية مبعثرة وهو ما يعد مشكلة خطيرة تؤدي الى اشاعة معرفة مبتورة مؤكدين اهمية تربية العقل على التعامل مع المعلومات وهي مهارات فكرية واجتماعية لا غنى عن اتقانها ، ذلك ان التثبت والحكم البصير على المعلومات من افضل الخصائص التي يمكن ان يتحلى بها الانسان. كما يعتبر الادمان " الانترنتي" من الكوارث التي جلبتها الشبكة، فالادمان يعني استلاب الشخصية الذي يؤدي الى فقدان العلاقات الانسانية حميميتها، ناهيك عن التبعات الصحية للاستخدام الطويل للانترنت مثل آلام الظهر والرقبة والمفاصل والعينين والسمنة المفرطة وسواها . وارجع الباحثون اسباب الادمان الى الفراغ وسوء تنظيم الوقت وعدم وجود روابط اسرية حميمة ورغبة المستخدم في اكتشاف المجهول والتقليد الاعمى .