أقر مجلس الوزراء يوم الاثنين 28 جمادى الآخرة 1424ه تدريس اللغة الانجليزية في الصف السادس من المرحلة الابتدائية (بنين وبنات) كمادة أساسية ابتداء من العام الدراسي 1425/1426ه وتحسين فعالية تدريس اللغة الانجليزية في المرحلتين المتوسطة والثانوية. يأتي هذا تمشيا مع سياسة حكومتنا الرشيدة في التقدم في جميع المجالات، وصياغة الآليات لتنفيذ ذلك ويتزامن هذا القرار مع إنشاء مركز الحوار الوطني كآلية أخرى. لا جدال في ان اللغة الانجليزية تعتبر لغة التجارة والأعمال في ظل العولمة وانفتاح اقتصاديات البلدان تعزز دور اللغة الانجليزية كوسيط للاتصال بين الناس في شتى بقاع العالم كما ان الشبكة العنكبوتية (الانترنت) معظم المعلومات بها نجدها موثقة باللغة الانجليزية. فاللغة الانجليزية فضلا عن انها لغة التجارة والأعمال، فإنها في نفس الوقت لغة التعليم في كثير من الميادين خاصة في حقلي الطب والهندسة وغيرهما. ومن هنا نجد ضرورة تعلم لغات الآخرين لتوسيع دائرة فهم الآخرين لمواكبة احداث العصر والاطلاع على ثقافة الآخرين والتمييز بين الغث والسمين، وتوسيع دائرة الحوار والتعريف بثقافتنا في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة. الشيء الذي كانت تفتقر اليه الأجيال السابقة مما ترتب على ذلك توسيع الهوة الثقافية بيننا وبين الآخرين. ان هذا القرار ينم عن نظرة ثاقبة بعيدة المدى تمكنهم من نقل فكر وثقافة الاسلام ومحتوياته ومفاهيمه للحضارات الأخرى. وكذلك تعريفهم بالمبادىء السامية التي يحملها الاسلام، وليصبحوا سفراء المستقبل والمدافعين عن الدين والوطن ويدركوا الأفكار النافعة والضارة في الهجمات الاعلامية الموجهة التي تهدف لغرس اهداف ومبادىء جديدة دخيلة تتنافى مع عاداتهم وتقاليدهم. ومن أجل ذلك وتحقيقا لهذا الهدف السامي اعتقد ان على وزارة التربية والتعليم وضع آليات تنفيذ مناسبة ترغب الطالب في تعلم اللغة الانجليزية من اجل التنمية والتطور بما يعود على الفرد والمجتمع والوطن بالفائدة وليس فقط للنجاح في المادة. ومن تجربة تدريس اللغة في المتوسطة والثانوية في المدارس الحكومية نجد ان معظم الطلاب لديهم ضعف في مستوى اللغة الانجليزية كما انها تشكل عقبة لدى كثير منهم وقد يكون هذا عائد لعدم تعودهم على اللغة في سن مبكرة من ناحية وعدم استخدام اساليب تربوية ناجحة في تعليمها من ناحية اخرى. وأخيرا آمل أن تكلل جهود وزارة التربية والتعليم في تحقيق الهدف المنشود من تعليم اللغة الانجليزية والذي سيعود بالنفع بكل تأكيد على المواطن والوطن وبالتالي على قضاياهم المستقبلية إن شاء الله.