كانت لي كوينج شين 31 سنة تحمل ثماني بطاقات ائتمان حتى العام الماضي. والان تحمل هذه المعلمة ثلاثا وتفكر في الاكتفاء بواحدة. يواجه الذين يصدرون هذه البطاقات تزايدا كبيرا في الديون المعدومة حيث ان واحدا من كل 12 بالغا في كوريا الجنوبية يعتبر الان مدينا مقصرا ولذلك توقفوا عن منح حاملي هذه البطاقات تخفيضات في المطاعم والملاهي ودور السينما. قالت لي بعض اصدقائي اعتادوا الحصول على عدة بطاقات ائتمان كما لو كانوا يجمعون طوابع البريد. انهم سيفعلون مثلي لانني اعتقد ان بطاقتين تكفيان جدا. وبفضل حوافز ضريبية وتسويق قوي يشهد سوق بطاقات الائتمان في كوريا الجنوبية التي بلغ حجم الانفاق بواسطتها في العام الماضي 97 مليار دولار ازدهارا بنسبة نمو 50 في المئة بعد تضاعفه في 2001. قالت لي هيون هي نائبة رئيس شركة كوكمين ثالث اكبر شركة لاصدار بطاقات الائتمان في كوريا الجنوبية اسرفت شركات بطاقات ائتمان كثيرة في اصدارها بسبب التنافس الحاد على السوق. اصدروا بطاقات للطلبة والذين بدون عمل بل اي شخص يقصدهم. انفجرت الفقاعة في العام الماضي عندما بدأ الاقتصاد يهتز والان نحو 10 في المئة من ديون بطاقات الائتمان فات على موعد سدادها أكثر من شهر في رابع اكبر اقتصاد في آسيا. وحفز هذا الحكومة على تشديد قواعد منح بطاقات جديدة واقتصرتها على سقف الائتمان لحاملي البطاقات المتعددة. وفي مؤشر للتأثير المدمر لديون البطاقات الائتمانية قتل رجل في الستين من عمره نفسه الشهر الماضي بعد معاناة بسبب عجزه عن سداد ديون بطاقات الائتمان التي تحملها ابنته ومقدارها 120 الف دولار. قبل انتحاره كتب خطابا الى الرئيس روه مو هيون قال فيه: انها في الثلاثين وعاطلة ولا استطيع سداد الفاتورة لان ارصدتي 23 مليون وون (19230 دولارا) فقط. انني مستاء من شركات البطاقات الائتمانية التي تصدرها لابنتي العاجزة عن السداد. ودفعت موجة الانفاق المتهور اعتمادا على بطاقات الائتمان شابين في العشرينات الى الانتحار شنقا بعد ان بلغت ديونهما اكثر من 100 مليون وون. قال احدهما في وصيته اغراء استخدام بطاقات الائتمان خدعني مثل الفخ. وقالت الشرطة ان نحو 24500 شخص انتحروا في العامين الماضيين اغلبهم بسبب ديون بطاقات الائتمان. وتمنى جهات الاصدار بخسائر بسبب هذه البطاقات وتدني اسعار الاسهم وتزايد الديون المعدومة. وهذا واحد من التحديات الكبيرة التي تواجه اقتصاد كوريا الجنوبية المهتز. ويقول رؤساء شركات بطاقات ائتمان ان معدل العجز عن سداد ديون هذه البطاقات بلغ في ابريل نيسان الماضي 10 في المئة رغم جهود الحكومة التي ادت الى هبوط المعدل الى 5ر9 في المئة في مارس. ويقول محللون ان النسبة ستظل مرتفعة خلال العام الحالي بسبب تباطؤ الاقتصاد وتأثير ذلك على الدخول الاستهلاكية وان تشديد القواعد الخاصة ببطاقات الائتمان سيؤدي الى مزيد من العجز عن السداد. وهذا بدوره سيصيب شركات البطاقات والبنوك. وتقلص اقتصاد كوريا الجنوبية الذي يعتبر احد اقوي اقتصاد في اسيا بنسبة 4ر0 في المئة في الربع الاول من العام الحالي مما كان عليه في نهاية 2002 ويرجع ذلك جزئيا الي مشاكل في قطاع البطاقات الائتمانية المزدهر سابقا. وقال ينك كوكمين اكبر بنك تجزئة في كوريا الجنوبية ان صافي ارباحه هبط بنسبة 89 في المئة في الربع الاول بالمقارنة مع نفس الفترة في العام الماضي بسبب زيادة حجم ديون بطاقات الائتمان المعدومة. وبلغ اجمالي خسائر تسع شركات لبطاقات الائتمان 1ر1 تريليون وون في الربع الاول بعد ارباح بلغت 700 مليار وون. هبطت قيمة اسهم شركة ال. جي. اكبر مصدر للبطاقات الائتمانية في البلاد بحوالي 60 في المئة حتى الان هذا العام واحتلت موقعا متأخرا في مؤشر الاسهم الرئيسية الذي سجل بدوره هبوطا مقداره 4.3 في المئة في نفس الفترة. وتقول الشركات انها ستحظر على زبائنها التلاعب بعدة بطاقات مختلفة وخطوات اخرى صارمة في محاولة لخفض ديون المراهقين الذين يحملون بطاقات ائتمانية.