لم يعد الهاتف المحمول اذن رفاهية للاغنياء فحسب في الهند بل صار يغير الطريقة التي يمارس بها الملايين اعمالهم في بلد كانت الخطوط الارضية فيه مظهرا من مظاهر الترف قبل عقد واحد.. اصبح الصيادون الآن يتفاوضون على اسعار صيدهم قبل ان يصلوا الى الشاطئ. وقال راجيش كانوجيا الكهربائي في نيودلهي (ازداد عملي بنسبة 25 بالمئة على الاقل منذ اشتريت محمولا. في الماضي كنت افقد الكثير من الاعمال لوجودي في مواقع العمل دائما. الآن يستطيع زبائني الوصول الي في كل وقت. ووفقا لتقديرات القائمين على صناعة المحمول فقد وصل عدد مستخدميه الى 14 مليونا بعد تسع سنوات فقط من دخوله البلاد ومن المتوقع ان يقفز العدد الى مئة مليون بحلول عام 2008 . وقال سونيل ميتال رئيس شركة بهارتي تيليفينتشرز اكبر شركات المحمول الهندية (بطول البلاد وعرضها يعتمد اناس من ذوي الدخول المنخفضة على الهواتف المحمولة كأدوات لتعزيز اعمالهم وبلغت عوائد خدمات المحمول 4ر1 مليار دولار سنويا فيما بلغت مبيعات الاجهزة نحو مليار دولار سنويا. ويتنبأ محللون بنمو ضخم. ولا تقتصر حمى المحمول على رجال الاعمال والتجار اذ اصبح جزءا من حياة رجال الدين والمراهقين الذين لا يستغنون عنه. وقال بانكاج موهيندرو رئيس جمعية المحمول الهندية "البعض يحملون اجهزة من باب الموضة. احيانا يمتلكون خمسة اجهزة حتى تتماشى مع ملابسهم في مختلف الايام". واذا دخلت احد المقاهي فستجد شبابا في العشرينات من عمرهم يضربون مواعيد على هواتفهم المحمولة ويرسلون احدث النكات وآخر نتائج مباريات الكريكيت باستخدام خدمة الرسائل القصيرة. اما النغمات فهي حمى بذاتها. والمستخدمون المحترفون يضعون عليها بصماتهم الخاصة. ويقول بهاناف خارباندا /21 عاما/ والذي يرسل ما بين 15 و20 رسالة يوميا ويغير طراز هاتفه كل ثلاثة اشهر (احب الهواتف التي تساير الموضة خاصة ذات الشاشات الملونة). ووفقا لتقديرات القائمين على صناعة المحمول يتبادل الهنود ما بين ستة وسبعة ملايين رسالة قصيرة يوميا. وترسل الصور الرقمية عبر البلاد. وذكرت صحيفة انديا توداي ان 1700 صورة ارسلت على شبكة هواتف محمولة واحدة اثناء حفل موسيقي لفريق رولينج ستونز في بومباي في ابريل الماضي. اما الاطفال فربما كانوا يشكلون مستقبل سوق المحمول اذ تقول اروشي كومار (10 سنوات) من نيودلهي دائما ما امرر النكات الطريفة الى ابي على هاتفه المحمول. اما الالعاب فهي افضل ما في الامر.