المثقف فنانا كان أو شاعرا أو ناثرا أو مهتما بالثقافة إنسان مفكر والتفكير يتبلور ويتشكل وفق مستوى الثقافة التي يتلقاها في حياته فكلما اتسعت دائرة ثقافته وتنوعت وتعددت وشملت اغلب ان لم اقل كل ما يحدث في الساحة الثقافية من فعاليات كان ذلك ادعى للحكم والاستنتاج والتحليل وابداء الراي والمعالجة لاية قضية او ظاهرة تتمخض عن تفاعلات الساحة لان المثقف مطالب بابداء الرأي فيما يحدث من مستجدات في الحياة لتنوير فكر القارىء من ناحية ولتسديد الحركة الثقافية من ناحية اخرى فاذا ابتعد عن الساحة ابتعدت أراؤه عن الواقع لذا لايكون لآرائه اي تأثير في الناس وانه لمن الخطأ الجسيم ان يقف المثقف موقف المتفرج على ما يدور في الساحة الثقافية من احداث ومستجدات دون التفاعل معها بابداء الرأي الرصين والحصيف والتوجيه السديد لحركتها فالدور الملقى على عاتقه كبير وخطير يجب الا يتهاون به او يتقاعس عنه من اجل البناء والنماء الذي يحتاجه المجتمع ليؤدي رسالته في الارض التي استخلفه الله فيها. ان النشاط الثقافي مع بالغ الاسف لا يلقى من وسائل الاعلام ولا من الجهات المسئولة الاهتمام المتوازي مع اهميته حيث يكتفى بالتنويه عنه بخبر صحفي صغير او بتوزيع رقاع الدعوة على بعض المهتمين او بتعليق لافتة او اثنتين في الشوارع مما لا يحمس الكثير على حضوره فالمعروف ان اي شيء مهما بلغت اهميته اذا لم يلق دعاية قوية للتعريف به وابراز أهميته لن يجد من يعيره اهتماما فالرياضة مثلا لانها تلقى اهتماما بالغا من قبل المسئولين في مختلف المواقع ودعاية قوية نجد اهتمام الناس بها واسعا وكاسحا لا يقارن بأي وجه من الاوجه بالاهتمام بالثقافة بينما الثقافة هي الاولى بالاهتمام والتشجيع فلو تنال الثقافة ما تحظى به الرياضة من اهتمام ودعم وتشجيع ورعاية لتوجه اليها الجميع كما توجهوا للرياضة فكل شيء يتم التركيز عليه والعناية به وان كان وضيعا يثير فضول الناس ويشد انتباهم ويثير اهتمامهم. كما ان الأماكن التي تخصص لاقامة بعض النشاطات الثقافية غير ملائمة من حيث المستوى والفخامة والشكل والتخطيط فغالبا ما تكون صالة مستعارة من احدى الجهات مخصصة أصلا للاحتفالات وتكون مرصوصة بالمقاعد ومنصة تعتليها بامكانات بسيطة يقف او يجلس عليها المعنيون في حين يفترض ان يكون للنشاط الثقافي مركزا ضخما خاصا به في مبنى انيق تتوفر فيه صالات مغلقة ومفتوحة مجملة باجمل المناظر الطبيعية والصناعة واماكن رائعة للجلوس والمسامرات والاجتماعات والملتقيات تحيط بها النوافير والاشكال الجمالية الخلابة مع توفر المكتبة والمسرح والمتحف والمعهد الفني والموسيقي وصالات عرض الفنون التشكيلية والعرض السينمائي وخلافها ويتاح ذلك للرجال والنساء مع تفريغ المبدع اسوة بالرياضي وتخصيص المكافأة المجزية له وطباعة نتاجه ونشره فمثل ذلك له دور في الجذب والتحفيز ودفع المهتمين للتفاعل مع الحياة الثقافية بالكتابة والتأليف والإبداع. وفي النهاية اقول: اننا نمتلك في وطننا ثروة ثقافية وابداعية لا يستهان بها من المبدعين والمفكرين والادباء والفنانين والمواهب المتعددة ولكنها تحتاج للدعم والرعاية والاهتمام وذلك بان يشملها ما يشمل الرياضيين مما لا يتسع له المجال من مظاهر التشجيع والتقدير والعناية ومتى ما تحقق ذلك فستعم الثقافة جميع ارجاء الوطن ولن يبقى امي أو جاهل بين ظهرانينا وسنصل الى ارقى مستويات التقدم الحضاري فكريا وثقافيا واجتماعيا. @@ عبداللطيف الوحيمد شاعر وكاتب