عزيزي الدكتور ناصح الرشيد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اكتب لك عن مشكلتي بعد تردد كبير وبعد ان اسودت الدنيا بوجهي وصرت أكره نفسي وأشعر بمشاعر سلبية تجاه ذاتي. انا رجل في العقد الثالث من عمري متزوج ولدي اطفال أعمل بوظيفة ممتازة وناجح جدا في عملي لكن مشكلتي تتلخص في كلمة واحدة وهي أنني (عصبي) بل عصبي جدا جدا, أثور لأتفه الأسباب فأحطم ما أمامي وأصرخ وقد أضرب من أراه في تلك اللحظة حتى لو كانت زوجتي.. لقد أصبحت زوجتي تتحاشى الجلوس معي وكذلك أطفالي لخوفهم من البركان الذي ينفجر فجأة.. ورغم ان زوجتي طيبة القلب وصبورة وتتحمل عصبيتي إلا انني أخشى ان افقدها يوما ما كما أخشى كثيرا على أطفالي مني. وان سؤالي لك هو كيف أساعد نفسي على تخفيف حدة العصبية وهل يمكن ان يكتسب أطفالي عصبيتي فيصبحون مثلي عندما يكبرون؟! انني اتعذب نفسيا لأجلهم فقد سببت لأهل بيتي اضرارا جسيمة على المستوى الجسدي والنفسي والمادي. فيصل الدمام الأخ/ فيصل ربما تكون هذه الحالة ولا أقول المشكلة (لأنها لم تتحول الى ظاهرة مرضية عصبية) تنتاب العديد منا نتيجة لعوامل كثيرة قد لا ننتبه اليها او لا ندركها ومحاولة تفهمك لحالتك وإدراكك بمدى ما تسببه من ضرر لك وللآخرين خاصة أفراد أسرتك هو دافع قوي لإدراك الأمور والعمل على ضع حد لها. وهذه الحالة ربما تكون رد فعلي فسيولجي وعصبي يظهره الجسم نتيجة مواجهة أشياء سلبية او مواقف صعبة نسبيا ومن الصعب على المرء كما تقول د. رضوى ابراهيم (استشارية العلاج النفسي والأسري بكلية الطب جامعة الملك فيصل:) عندما ينظر لأنواع السلوك الإنساني المختلفة من ان يضع حدا فاصلا ودقيقا بين ما يتأثر منها بانفعالاتنا واتجاهاتنا الوجدانية وما لا يتأثر.. فالانفعال يؤثر في وظائف الجسم وفي أسلوب ادراكنا للعالم وقدراتنا على التذكر والتعامل مع الآخرين.. الى غير ذلك. وحياة كل شخص لا تخلو من الانفعالات وبالرغم من ان بعضها مفيد وضروري للإنسان فان العجز عن التحكم فيها قد يؤدي الى ضروب متنوعةمن الاضطرابات النفسية. وحتى الآن وكما يطرح علم النفسي لا يوجد تعريف ملائم للانفعال وانما يوجد تميز ثلاثة جوانب رئيسة متفاعلة في اية حالة انفعالية. 1 جانب متعلق بالتغيرات العضوية والعصبية الداخلية. 2 جانب نفسي. 3 جانب عضلي وتعبير ظاهري. ولا أريد ان أدخل بك متاهات نظريات على النفس ولكن انصحك ان لا تقمع انفعالاتك وفي نفس الوقت لا تكن شديد الانفعال ولا تستمر في الحالة الانفعالية لمدة طويلة.. وفيما عدا ذلك فان الانفعال قد يكون وظيفة تكيفية ودلالة على التكامل النفسي والوجداني اذا سيطرنا وتحكمنا في تقلباتنا الانفعالية في علاقتنا بالآخرين. وللعصبية أعراض وآثار كأن يسحق الانسان أسنانه او يقضم أظافه او يصاب بضيق تنفس او صداع واضطرابات هضمية ومشاكل بالجلد. كما ان الإنسان العصبي يصبح غير قادر على مواجهة أبسط المواقف والأمور الحياتية مما ينعكس على المحيطين به كما حدث يافيصل. ولعلاجها اقول لك وبكل صدق عليك ان تبحث أولا عن اسبابها فان كانت الضغوطات الحياتية والاجتماعية التي تواجهها كبيرة فحاول تخفيفها او ازالتها حتى تهدأ نفسيتك.. وثانيا عليك ان تبحث عن الحلول الطبيعية المتمثلة في النمط الحياتي الصحي السليم من ناحية. أ الغذاء: تناول الأطعمة الصحية والمغذية كالفاكهة الطبيعية وسلطة الخضار وخبز القمم الوجبات ذات النسبة البسيطة من الدهون, وأكثر من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين c وفيتامين B وحاول تقليل السكر والقهوة. ب الرياضة: حاول ممارستها باستمرار لانها تساعد كثيرا على القضاء على القلق والتوتر المتراكم وحالات الاحباط والعصبية بل حتى الاكتئاب الحاد. ح الاسترخاء: مثل التأمل والاستماع للقرآن بتركيز وتدبر, وهناك ايضا عملية التنفس السليم والحمام الساخن والتدليك والقيام برحلات ترفيهية مع العائلة بهدف الاسترخاء والمتعة. أخيرا أتمنى من الله ان يساعدك ويوفقك في حياتك وأذكرك بأن تستعين بالله دوما وتلجأ له بالدعاء يسير لك أمورك. ناصح