أكد جريس سماوي مدير مهرجان جرش الثقافي بالأردن في حديث خاص لليوم أن هناك المزيد من الارتقاء بشكل دائم في مهرجان جرش الذي انطلق قبل 22 عاما من خلال وضع معايير مهنية للمشاركة تقوم على الإبداع الفني والثقافي لتقديم الأفضل واعتقد إننا نجحنا بذلك وهو ما نلمسه من تأكيدات المشاركين في المهرجانات فنيا وثقافيا. مضيفاً إن ما يميز المهرجان الحالي هو مشاركة نجوم فنية مشهورة ورموز ثقافية بارزة ، إضافة إلى استضافتنا لملتقى العود العالمي (نشرت اليوم تغطية كاملة عنه) في هذا المهرجان وهي خطوة غير مسبوقة عربيا لا داخل المهرجانات ولا خارجها بهدف إثراء هذا الموضوع من خلال مشاركة أمهر العازفين عربيا وعالميا وتقديم أوراق بحث والانطلاق فيما بعد في مهرجانات جرش القادمة نحو إقامة ملتقى للفن والموسيقى الشرقية. كما تم في هذا المهرجان إقامة فعاليات فنية وثقافية في مدن ومواقع أردنية أخرى خارج موقع المهرجان حيث قدمت فعاليات في العقبة والبتراء والبحر الميت والعاصمة عمان ومواقع أخرى وهي خطوة تستهدف إعطاء مزيد من الحركة لفعاليات المهرجان للتفاعل أكثر مع المعالم الأردنية الطبيعية والتاريخية والأثرية ولتحقيق ترابط أكثر بين الثقافة والسياحة. وفي مجال الشعر شارك الشاعر العربي أدونيس وشعراء عرب آخرون منهم قاسم حداد ومحمد علي شمس الدين وغسان زقطان، سيد حجاب، جواد الحطاب إضافة إلى عشرات الشعراء العرب والأجانب. ومن الدول الأجنبية الفرنسي ألن جفروا والإيطالي جوزي كونتي والصيني يانغ اليان والبريطانية سارة ماغوايا. وإلى جانب ذلك تضمنت فعاليات مهرجان جرش ندوات نقدية وعروضا غنائية ورقص باليه وموسيقى ومسرحا محليا وعربيا وأجنبيا. وقد حرصت إدارة المهرجان على إشراك كل صنوف الفن والأدب واكبر عدد من الدول العربية والأجنبية إضافة إلى المشاركة المحلية التي تمثل حوالي 40 بالمائة من المهرجان. وقال السماوي إن المهرجان كان له دور بارز في إغناء الحركة الفنية والثقافية وقد تخطى المهرجان منذ بداياته البعد المحلي إلى العربي والدولي. وقد استطاع إيجاد حوار إبداعي بين المشاركين أنفسهم وبين الحضور والمشاركين ولعب دوراً في التنمية الفنية والثقافية محليا وعربيا ودوليا من خلال التفاعل الثقافي الفني الإنساني مع الحضارات الأخرى. وإلى جانب ذلك فقد استطاع المهرجان أن يقدم للوطن العربي والعالمي الخطاب الحضاري والثقافي الأردني. مشيراً إلى إن أولوياتنا ليس تحقيق الربح المادي، فالعديد من الفعاليات المقدمة مجانية والأخرى بأقل كلفة لأن الهدف هو التنمية الفنية الثقافية وليس الربح المادي. فالعديد من الفعاليات موجهة إلى المواطن العادي وبالمحصلة فالمهرجان بمضمونه يخاطب كافة الفئات الاجتماعية، واهتماماتها الفنية والثقافية. في إشارة إلى أن التكاليف تصل إلى حوالي مليون دولار وبشكل عام استطاع المهرجان تغطية نفقاته وفي بعض السنوات حقق أرباحا تم استثمارها في تطوير المهرجان في سنوات لاحقة من كافة الجوانب. وأكد السماوي أن مهرجان جرش هو مكسب لكل الأردنيين عامة وللحركة الفنية والثقافية الأردنية والعربية والعالمية بعد أن حقق النجاح تلو النجاح عبر السنوات الماضية وبعد أن استطاع فرض نفسه على الخارطة الفنية والثقافية عربيا وعالميا ووفر مساحة حوار إبداعي ثقافي فني بين الحضارات. وأتاح الفرصة الكبيرة لإبراز الملكات الفنية والثقافية لعشرات المبدعين الأردنيين والعرب والأجانب.