أول ما يقابل زائر محافظة وادي الدواسر للقادم من جهة الشرق، أو عبر مطار المحافظة هو مشروع منتزة العين الحارة، التي اكتشفت بمحض الصدفة بعد أن حفر رسل مسفر المصارير الدوسري بئراً ارتوازية عميقة بمزرعته القريبة من موقع المشروع الحالي، التي تجاوز عمقها 620 متراً وهو عمق يفوق مستوى الآبار الارتوازية بالمحافظة التي تتراوح بين 300 و350 متراً في العادة. ولاحظ الدوسري أن المياه شديدة الحرارة، وتميل إلى الأصفرار، وتحتوي على عناصر معدنية وكبريتية. وقام رجل الأعمال محمد هادي الحصين بنتظيم وتطوير العين الحارة، لتكون متنزها جميلاً في مدخل المحافظة يحتوي على أحواض عامة للسباحة ومسابح خاصة في قسمين مستقلين، أحدهما للرجال والآخر للنساء ملحق بهما قسم للعلاج الطبيعي وصالة رياضية وعدد من المرافق الخدمية والحدائق والجلسات الطبيعية. استشفاء وتنزه (اليوم) زارت الموقع الذي كثر مرتادوه من جميع مناطق ومحافظات المملكة ومن الدول الخليجية المجاورة، منهم من أتى للاستشفاء من بعض الأمراض، كالجلطة، الحساسية، البهاق، الصدفية، وآلام المفاصل والظهر، الروماتزم، ومنهم من قصدها للتنزه والإطلاع، بعد أن ذاع صيتها وشاع خبرها بين الناس، حتى أن إحدى الصحف الهندية التي تصدر بلغة ( الكيرلا) تحدثت عنها. حالات شفيت محمد عبد الله الحقباني أحد مرتادي هذه العين قال: وجدت تحسنا ولله الحمد في حركة يدي، التي أصيبت في حادث مروري وأجريت لها أكثر من عملية جراحية، حيث توقف مستوى حركتها عند حد معين بعد عدة سنوات من العلاج الطبيعي، وبعد ترددي على هذه العين وجدت تحسنا ملحوظاً في مستوى حركة اليد. أما عبد المالك عبيد آل عويمر فقال: أتردد على هذه العين منذ فترة، بعد أن وجدت تحسنا كبيراً ولله الحمد في علاج حساسية أصابتني من نوع ( أكزيما) التي عولجت منها طبياً عدة سنوات دون فائدة تذكر، وبعد 4 أيام من اغتسالي بالمياه المعدنية الساخنة في العين، لاحظت بداية زوال هذه الحساسية. أما أبو عمر القحطاني فقال: زرت هذه العين عدة مرات نتيجة آلام في الصدر ووجدت فيها تحسنا ولله الحمد والشافي هو الله. كما ذكر أحد الرياضيين من المنطقة الشرقية أنه قد تعالج من مرض الحساسية الجلدية داخل وخارج المملكة، ولم يكتب الله له الشفاء وبعد تردده على هذه العين لمدة أسبوعين وجد تحسنا كبيراً. أما مبارك سعيد الشهراني من منطقة عسير فقال: زرت هذه العين، بعد أن سمعت أن فيها علاجا لآلام الظهر والروماتزم، وحقيقة أن مياهها شديدة الحرارة وغنية بالكبريت. وعندما سمعت أم منير القحطاني (60عاماً) عن وجودنا في العين، طلبت من أحد الحراس إيصالها بنا تلفونيا، لتقول: جزى الله القائمين على هذه العين خير الجزاء، فقد تحسنت حالتي الصحية بعد أن كنت أعاني آلاما في العظام والمفاصل. واثناء خروجنا من البوابة الخارجية قابلنا شابين وصلا لتوهما من محافظة الأفلاج وهما فهاد محمد العرجاني وقريبه فهيد علي العرجاني، حيث قالا: أتينا لنرى ما سمعناه عن هذه العين. رأي طبي بعدها توجهنا للمستشفى العام بوادي الدواسر لنأخذ الرأي الطبي حيال هذه المياه المعدنية،وذكر لنا رئيس قسم الصيدلة بالمستشفى الدكتور حسن محمود زقوت أن هناك الكثير من المناطق في العالم التي تظهر في أراضيها ينابيع وعيون، تتدفق منها المياه من باطن الأرض بقوة الضغط، وتكون هذه المياه مرتفعة الحرارة، تصل في بعض الأحيان إلى درجة الغليان، ويكون لون مياهها أصفرا، أو مائلاً للصفرة حسب نوع الأملاح المذابة بها، وقد عمل كثير من هذه البلدان على استغلال هذه المياه، بعمل مراكز للاستشفاء بواسطة هذه المياه على شكل أحواض سياحية أو حمامات خاصة، مثل الجاكوزي، مع وجود أطباء اخصائيين في هذا المجال، لتقديم النصائح الطبية، كما تستخدم الرواسب الطينية لهذه المياه لعلاج بعض الأمراض، ومنها الروماتزم، لارتفاع درجة حرارة المياه، كما أن وجود مادة الكبريت ومشتقاته في هذه المياه يفيد في علاج أمراض الجرب، وكذلك حب الشباب للوجه فقط، وأشهر الدول التي تستخدم هذه الطرق يوغسلافيا ورومانيا وإيطاليا وكذلك الهند وباكستان وأندونيسيا.. مضيفاً أن وجود مشتقات الكبريت في هذه المياه قد يسبب لبعض الأشخاص حساسية مؤقتة تزول بالاغتسال بالماء العادي مؤكداً أنه يجب تجديد المياه باستمرار، خاصة في الأحواض التي تجمع أكثر من شخص، حتى لاتكون هذه المياه ناقلة للعدوى. مشاهدات @ مياه العين جارية وشديدة الحرارة، ولونها يميل كثيراً إلى الأصفرار، نتيجة وجود مادة الكبريت ومشتقاته. @ كبار السن وأصحاب الأمراض الذين أتوا للاستطباب أكثر الرواد. @ أحد أبناء المحافظة الثقات قال انه زاره أحد أصدقائه من المنطقة الغربية، ومعهم طفلة ظهر على ساعد يدها تعظم لجلدها، وبعد غمرها في مياه هذه العين عدة مرات، خلال 3 أيام انسلخ هذا الجلد ونبت مكانه جلد طبيعي. والشافي هو الله سبحانه. قسم الرجال في المسبح