تعاني "العين الحارة"، كما يُطلق عليها الأهالي، الواقعة على بُعد 45 كلم جنوب غرب محافظة المجاردة، وتتبعها إدارياً، الإهمال الذي يحيط بها من كل الجهات، حتى بعد أن عُمل لها تسوير عشوائي غير منظَّم، كما ينتشر حولها البعوض والصراصير. ويقصد المواطنون العين المتفجِّرة من باطن الأرض منذ القِدَم لعلاج الكثير من الأمراض، ولاسيما الجلدية منها، وهي مياه كبريتية تنبع من الصخور، وتصل درجة حرارتها إلى نحو 70-75 درجة مئوية. وبالرجوع إلى الدراسات الطبية التي أُجريت على مياه العين وُجِد لها فوائد كبيرة على الأمراض الجلدية، ولاسيما الحساسية، إضافة إلى أمراض الروماتيزم؛ حيث أظهرت النتائج تحسناً كبيراً لدى المرضى الذين كانوا يعانون تلك الأمراض، واستمروا على استخدام مياه العين. كما يزداد الإقبال عليها في موسم السياحة الشتوية؛ حيث باتت مقصداً للسياحة العلاجية الاستشفائية والسياحة الطبيعية. يقول حسين شامي، وهو معلّم يمر من أمام هذه العين أسبوعياً بحُكْم وجود عائلته في القنفذة: "لم يطرأ على هذه العين أي تعديل منذ عشرات السنين؛ فأماكن الاغتسال بدائية وغير مهيأة، ومصنوعة من (الهنقر) الحديدي؛ حيث يُرى مَنْ بداخلها، وهي متناثرة عن يمين العين ويسارها، ويظل المواطنون واقفين أمام حمامات الاغتسال أثناء دخول عوائلهم؛ حتى لا تُكشف عوراتهم!". وبدوره قال المواطن محمد جابر الشهري، من سكان ثربان، "ما زلنا نحلم بتطوير هذه العين؛ لكي تظل مَعْلماً من معالم السياحة التي تدل على منطقتنا المنسية من الخدمات الصحية والاجتماعية والتنموية". وأوضح المواطن الشهري أن الأهالي طالبوا في المجلس البلدي للمجاردة بتطوير العين والاهتمام بها، كما طلبوا ذلك من رجال الأعمال الذين يجب أن تكون لهم بصمة في تلك العين بالمشاركة أو الاستثمار التجاري، وذلك عن طريق وجود أماكن لاغتسال الرجال على أحدث الطرز، وأخرى للنساء، وأماكن لتناول الوجبات الخفيفة والمشروبات الساخنة، إضافة إلى تخصيص حاويات لجمع الأوساخ العشوائية التي يخلفها المرتادون، والتي قد تسبب انتشار البعوض الناقل للأمراض، وتخصيص يوم من أيام الأسبوع لإجراء عملية الصيانة للعين والتنظيف بإشراف من الهيئة العامة للسياحة والآثار. ومن جهته أكد الدكتور أحمد محمد أمين، أخصائي أمراض جلدية، أن الينابيع الكبريتية هي ينابيع تنبع من الأرض طبيعياً، وتتميز مياهها بالحرارة فوق الدافئة، وبرائحة مياهها التي تشبه رائحة الكبريت. وأوضح أنها تفيد لعلاج كثير من الأمراض، وتشمل: الشلل بأنواعه، والصدفية، وهو مرض جلدي مزمن يتميز بظهور بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي، ولها أحجام مختلفة، وتظهر غالباً على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وأسفل الظهر والكاحل، وعلى أظافر اليدين والقدمين والصدر والبطن وظَهْر الذراعين والساقين وراحتَيْ اليدين وأخمص القدمين، وتؤدي إلى حُفَر في الجلد، وتغيُّر اللون، وأحياناً إلى تشقق الالتهابات المفصلية المزمنة والروماتيزم. وأضاف بأنها تفيد كذلك في علاج الالتهابات الليفية والعضلية، والنقرس، والإكزيميا المزمنة، والروماتويد، وهو مرض التهابي يتلف الغشاء الزلالي الذي يربط بين العظام والمفاصل، وحَبّ الشباب .