كاد العجوز يهوي أرضا بسبب اصابته بضيق تنفس، فهو ممنوع من الوقوف في المناطق المغلقة والمزدحمة بالناس، لكنه اضطر لان يقصد مؤسسة كهرباء لبنان ليسدد المخالفة التي حررها مفتشو المؤسسة بحقه، كونه متعديا على الشبكة. هذا الامر لم يكن ليتم لولا سماع العجوز انه معرض للاحالة الى النيابة العامة، في حال عدم تسديده المخالفة التي تبلغ قيمتها 550 الف ليرة. لم يكن هذا العجوز وحيدا اذ يصطف امام صناديق الدفع، في مركز المؤسسة الرئيسي في كورنيش النهر، طوابير من مئات المخالفين التي تذكر بصفوف المنتظرين امام الافران في ايام الحرب. ومعظم هؤلاء جاء لدفع المخالفات والمتأخرات من الفواتير، بهدف تسوية اوضاعهم وعدم تعرضهم للملاحقة القضائية. وقد ازداد بشكل كبير عدد الاشخاص, الراغبين بدفع المتوجبات لشركة الكهرباء، خلال اليومين الماضيين، وخصوصا بعد الاعلان عن قيام مفتشي الكهرباء بحملة لقمع المخالفات ونزع التعديات والجباية بمؤازرة قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني. ولم يستطع العديد من المواطنين دفع المتوجبات بسبب الضغط الشديد على الصناديق. ويقول احد المواطنين انه منذ يومين يأتي باكرا لتسديد قيمة ضبط بمليون ليرة، لكن لم تسنح له الفرصة. ويؤكد احد الموظفين هذا الامر، لافتا الى وجود نقص في عدد الموظفين. حتى ان البعض منهم قطع اجازته.